responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 370

جميع ذلك مما يعدّ النفس الشريفة الزكيّة للمكالمة الحقيقية مع اللّه تعالى، و إفاضة صور الحقائق عليها.

و لا يختصّ ذلك بمدّة دون اخرى. غير أنّ تعيين الأربعين و الحكمة في ذلك لا يطّلع عليه إلّا الأنبياء و الكمّل من الأولياء عليهم السلام.

و ذكر بعض العرفاء [1] نكتة لطيفة في بيان ذلك و هي: «إنّ اللّه سبحانه لمّا أراد تكوين آدم عليه السّلام من التراب، قدّر التخمير بهذا القدر من العدد، كما

وردت‌ «خمّرت طينة آدم بيده أربعين صباحا»

فكان آدم عليه السّلام لما كان مستصلحا لعمارة الدارين لكونه مركبا من جوهرين: أحدهما ملكوتي اخروي و هو روحه، و الآخر ملكيّ دنيويّ و هو قالبه، فأراد اللّه منه عمارة الدنيا و عمارة الجنّة، فكوّنه من التراب تكوينا يناسب عالم الحكمة و الشهادة أوّلا، و يناسب عالم الغيب و الرحمة ثانيا.

و ما كانت عمارة النشأة الاولى تتأتّى منه إلّا و يكون خلقته من أجزاء أرضيّة و قوى سفلية، بحسب قانون الحكمة. فمن التراب كونه، و أربعين صباحا خمّر طينته، و أودع فيه بحسب كلّ تخمير مرتبة من القوى و الآلات، و طبقة من التجسّم و الأعضاء و الأدوات، يوجب كلّ مرتبة و طبقة منها نوعا من البعد عن الحضرة الإلهيّة في القوس النزوليّة. 129 فاحتجب عن عالم القدس و الوحدة بالتوجّه إلى عمارة الدنيا و زينة التركيب لبعده بالتخمير أربعين صباحا بأربعين حجابا من الحضرة الإلهيّة، كلّ حجاب معنى مودع فيه يصلح لعمارة الدنيا و زينتها، من القوى النفسانيّة و الحيوانيّة و النباتيّة و الطبيعيّة. و يتعوّق به عن مراتب القرب.

و لو لم يتعوّق الآدمي بهذه الحجب و الكثائف عن عالم القدس و مواطن القرب ما تعمّرت الدنيا. فمنشأ بعده عن مقام القرب لعمارة (بعمارة- ن) الدنيا،


[1] عوارف المعارف للسهروردي: الباب السادس و العشرين: 121.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست