الوعد، و الموعد، [و الوعيد] و العدة، و الموعدة مصادر. و الفعل
يتعدّى إلى مفعولين، و يجوز الاقتصار على أحدهما. و المفعول الثاني فيه إمّاأَرْبَعِينَ لَيْلَةً أو المقدّر، و هو أن يعطيه اللّه التورية و نحو
ذلك، لأنّه لمّا دخل بنو إسرائيل مصر بعد هلاك فرعون، و لم يكن لهم كتاب ينتهون
إليه، وعد اللّه موسى أن ينزّل عليهم التورية.
و وعدنا قرائة أهل البصرة و أبي جعفر، و قرء الباقون واعدنا- بالألف-
و كذا في الأعراف و طه.
أما حجّة من قرء بغير الألف فواضح، لأنّ الوعد كان من اللّه، و
المواعدة لا تكون إلّا من الجانبين. و أمّا حجة الباقين فوجوه:
أحدها إنّ الوعد و إن كان من اللّه، فقبوله كان من موسى عليه
السّلام، و قبول الوعد يشبه فعل الوعد. و هذا كما يطلق أهل الميزان النقيض لكلّ
واحدة من القضيتين اللتين أحدهما سلب للأخرى، مع أن نقيض الشيء رفعه، فيكون
السالبة نقيضا للموجبة- دون العكس- إلّا انّه أطلق عليهما المتناقضتان باعتبار انّ
أحدهما رفع، و الاخرى مرتفعة به، ففيها أيضا معنى الرفع في الجملة، و بهذا القدر
صحّ اطلاق المتناقضتين عليهما و إن لم يصح اطلاق النقيضين على كلّ منهما بانفراده،
و كذا الحكم في
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 366