نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 359
البحر و دخل [آخر] من كان مع فرعون البحر أطبق اللّه عليهم الماء
فغرقوا جميعا، و نجا موسى و من معه.
فصل
اعلم إنّ هذه القصّة قد تضمّنت نعما كثيرة دنيويّة و دينيّة، و
الدينيّة في حقّ قوم موسى و قوم محمّد صلّى اللّه عليهما و آلهما.
أمّا الدنيويّة لهم:
فمنها نجاتهم عن الغرق، و إهلاك عدوّهم و قومه.
و منها اختصاصهم بهذه المعجزة الباهرة، و الكرامة الظاهرة.
و منها استيصال عدوّهم من جهتهم. و أصل الخلاص من مثل هذا البلاء
نعمة عظيمة، فكيف إذا قورن بالإكرام العظيم و إهلاك العدوّ.
و منها أن أورثهم أرضهم و ديارهم و نعمهم و أموالهم.
و منها إنّه كما غرق العدوّ و هلك غرق آله جميعا و هلكوا، و إلّا
لكان الخوف بعد باقيا من حيث انّهم ربما اجتمعوا و احتالوا بحيلة وقع منها الضرر
بهؤلاء، و لكن لما أهلكهم اللّه جميعا فقد حسم مادّة الخوف بالكليّة.
و منها إنّه وقع ذلك بمحضر من الأولياء و الأعداء جميعا، حتى لا يخفى
على أحد منهم، و هذا يوجب ابتهاجا عظيما، و إليه الإشارة بقوله:وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ- إلى غير ذلك من النعم الدنيويّة.
و أمّا النعم الدينيّة في حق قوم موسى عليه السلام:
فمنها إنّهم لما شاهدوا تلك المعجزة الباهرة حصل لهم العلم الضروري
على وجود الصانع الحكيم، و على صدق موسى عليه السّلام، و زالت عنهم الشكوك، فكأنّه
تعالى رفع عنهم كلفة النظر الدقيق و الاستدلال الشاقّ. و منها إنّهم لمّا عاينوا
ذلك
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 359