نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 344
استقاميّا، و قد يكون انعكاسيّا- الأوّل كوجه ظاهر الأرض في النهار.
و الثاني كداخل البيوت إذا انعكس شعاع الشمس إليه من سطح الماء أو الحائط الصقيل،
او كوجه الأرض في الليل إذا كان البدر موجودا، فإنّ نور القمر من نور الشمس وقع
فيه و انعكس منه على وجه الأرض- فكذلك فيض الرحمة الإلهيّة يقع على قوابل
الماهيّات استقاميّا و انعكاسيّا.
فإنّ من الجائز أن لا يكون الشيء مستعدّا لقبول فيض الوجود عن واجب
الوجود لبعد مناسبته في ذاته، إلّا أنّه يكون مستعدّا لقبول ذلك الفيض من شيء كان
قبله عن الواجب جلّ ذكره، فيكون ذلك الشيء كالمتوسّط بين الواجب تعالى و بين ذلك
الشيء الأول. فأرواح الأنبياء عليهم السلام كالوسائط بين نور الأنوار و بين أرواح
العوام من الخلق في وصول نور الرحمة إلى الأرواح العاميّة، و هذا معنى الشفاعة.
فالإيمان بشفاعة الأنبياء لأممهم 125 واجب، لأنّها- كما علمت- نور يشرق من الحضرة الإلهية على
جواهر النبوّة، و ينتشر منها إلى كل جوهر استحكمت علاقة مناسبتها مع جوهر النبوّة
لشدّة المحبّة و المتابعة، و كثرة المواظبة على السنن، و كثرة الذكر له بالصلاة
عليه. و جوهر النبوّة هو بعينه جوهر الروح القدسيّ الإلهي المسمّى عند الفلاسفة
بالعقل الفعّال.
فكما إنّ المناسبات الوضعيّة بين المنير بالذات، و الواسطة، و
المستنير بها تقتضي الاختصاص بانعكاس النور الحسّي- كما إذا وقع نور الشمس على
الطست من الماء، و ينعكس منه إلى موضع مخصوص من حائط البيت- لا على غيره- لمناسبة
بينه و بين الماء في الوضع، و تلك المناسبة مسلوبة عن سائر أجزاء الحائط، و ذلك
الموضع هو الذي إذا خرج منه خطّ إلى ظاهر سطح الماء و حصلت بينه و بين ذلك السطح
زاوية، هي بعينها مساوية لزاوية حصلت من الخطّ الخارج من
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 344