نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 325
ذهب بعض المرجئة.
و الذي عليه أصحابنا الإماميّة، و المنقول عن أئمتّنا عليهم السلام،
و عليه رأي أكثر الصحابة و التابعين و الصوفية، و وافقهم الأشاعرة في إثبات العفو
عن بعض العصاة.
و القطع بأنّ اللّه يعفو عن بعض السيّئات، و إن لم يتب عنها، و أنّه
إذا عذّب أحدا من أصحاب الكبائر، فلا يعذّبه أبدا. لكنّا نتوقّف في حقّ البعض
المعفوّ عنه، و البعض المعذّب على التعيين.
و قال بعض ضلّال المتفلسفة: إنّ الأرواح- و إن تكدّرت بقبائح أعمال
الأشباح إلا انّها بعد المفارقة و رجوع العناصر إلى أصلها تصير إلى حظائر القدس و
لا يزاحمها شيء من نتائج الأعمال إلّا أياما معدودة بقدر فطام الأرواح عن لبان
التمتّعات الحيوانيّة. ثمّ يتخلّص من العذاب و يرجع إلى حسن المآب.
و منهم من زعم إنّ استيفاء اللذات الحسيّة يقلّل التعلّقات
الدنيويّة، و يسهّل عروج الروح إلى عالمه العلوي.
و طائفة من المتصوّفة زعموا إنّ السالك إذا بلغ حدّ المعرفة التامّة
لم يضرّه المعاصي.
و كلّ هذه الثلاثة خيال فاسد و متاع كاسد، و إنّها قول [من] لم
يجرّب نفسه، و لم يعرف مكر اللّه فأمن منه، و لم يجد من نفسه أنّها كيف تتدنس
بالأخلاق الدميمة، البهيميّة و السبعيّة، و كيف تتطهّر و تتصفّى بالأخلاق الحميدة
الروحانيّة الملكية، فقد تصدّء مرآة القلب بحيث لا يبقى فيه شيء من الصفاء
الفطريكَلَّا بَلْ رانَ
عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ فلا يجلوها إلّا مرور الدهور و كرور الأعصار 109 و قد ينضمّ الكفر إلى تلك الأخلاق بأن يتأدّى رسوخ الصفات
الظلمانيّة إلى حيث يزول عن القلب قابليّة نور الايمان و المعرفة، فيبقى خالدا
مخلّدا في النار في ويل طويل و زفير و عويل- نعوذ باللّه من الحور بعد الكور.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 325