لمّا أمرهم أوّلا بما يتعلّق بالعلوم الدينية كالايمان بالمعارف
الإلهيّة المنزلة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في القرآن، ثمّ نهاهم ثانيا عن
الكفر بها طلبا للعاجل و عن المغالطة و تلبيس الحقّ بالباطل، و كتمان دلائل
النبوّة، فكلّفهم بعد ذلك بالتزام الأعمال الشرعيّة، و ذكر من جملتها ما هو
كالدعائم و الأصول فيها- و هو الصلوة التي هي أعظم العبادات البدنيّة و الزكاة
التي هي أعظم العبادات الماليّة- أعني صلاة المسلمين و زكاتهم، و انّ غيرهما كلا
صلاة و لا زكاة، و بالجملة أمرهم بفروع الإسلام العمليّة كما أمرهم بأصوله
العلميّة.
و فيه دليل على أنّ الكفّار مأمورون بالفروع و إن لم يصحّ منهم إلّا
بعد الايمان.
[الصلوة]
و اعلم إنّ لفظ الصلوة من الأسماء الشرعيّة، و لا شبهة في أنّها
عربيّة، فلا يجوز أن يكون الشرع ارتجلها ابتداء من غير نقل، و إلّا فلم يصح قوله
تعالى:إِنَّا أَنْزَلْناهُ
قُرْآناً عَرَبِيًّا [12/ 2] فلا بدّ أن
يكون له في اللغة معنى آخر. فاختلفوا في أصله:
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 243