نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 228
مشكوك الكباش، و قلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل، و
قلوبهم أمرّ من الصّبر: «إيّاي يخادعون، و بي يستهزءون! لأمتحننّ [1] لهم فتنة تذر الحكيم
حيرانا».
و
روى الضحّاك، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله إنّه
قال [2]: «علماء هذه الأمّة رجلان: فرجل آتاه اللّه
علما فبذله للناس، و لم يأخذ عليه طمعا، و لم يشتر به ثمنا، فذلك يصلي عليه طير
السماء، و حيطان الماء، و دوابّ الأرض، و الكرام الكاتبون. يقدم على اللّه سيّدا
شريفا حتّى يرافق النبيّين. و رجل آتاه [اللّه تعالى] علما في الدنيا فضنّ به على
عباد اللّه [عزّ و جلّ و أخذ عليه و اشترى به ثمنا، يأتي يوم القيامة ملجّما بلجام
من نار، ينادي مناد على رؤوس الخلائق: هذا فلان بن فلان آتاه اللّه تعالى في
الدنيا علما فضنّ به على عباد اللّه تعالى] و أخذ عليه طمعا، و اشترى به ثمنا
قليلا. يعذّب حتى يفرغ اللّه من حساب الخلائق (الخلق- ن).
و أشدّ من هذا ما
روي: [3] إنّ رجلا كان
يخدم موسى عليه السّلام، فجعل يقول:
«حدّثني
موسى
[صفي اللّه] حدّثني موسى نجي اللّه، حدّثني موسى كليم اللّه» حتّى أثرى و كثر
ماله، ففقده موسى، فجعل يسأل عنه فلا يحسّ له أثرا، حتّى جاءه رجل في يده خنزير و
في عنقه حبل أسود. فقال له موسى: «أتعرف فلانا»؟ قال:
«نعم- هو هذا
الخنزير». فقال موسى: يا ربّ: أسئلك أن تردّه إلى حاله حتّى أسأله فيما أصابه هذا.
فأوحى اللّه إليه: «لو دعوتني بالذي دعا به آدم فمن دونه ما
أجبتك. و لكن أخبرك لم صنعت به هذا. لأنّه يطلب الدنيا بالدين».