responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 226

فصل [علامات علماء الآخرة]

فإن قلت: كيف يمكن لأحد أن يعرف علماء الآخرة حتّى يقتدي بهم، و العلم الحقيقي حالة باطنيّة؟ و بما ذا يمتازون عن علماء الدنيا؟

قلت: إنّ لهم علامات ذكرها بعض المحققين‌ [1]:

منها أن لا يطلب الدنيا بعلمه. فإنّ أقلّ درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا و خسّتها و كدورتها و انصرامها، و عظم الآخرة و دوامها و صفاء نعيمها و جلالة ملكها، و يعلم إنّهما متضادا، و إنّهما كالضرّتين- مهما أرضيت أحدهما أسخطت الاخرى ... و إنّما كالمشرق و المغرب- متى قربت من إحداهما بعدت عن الاخرى إذ الآخرة عالم النور و القصور، و الدنيا عالم الظلمة و القبور، و إنهما ككفّتي الميزان مهما رجحت إحداهما خفّت الاخرى، كما قال أبو نصر الفارابي في نظم له‌ [2]:

عابوا عليّ خصاصتي فأجبتهم‌

حظّ و علم كيف يجتمعان‌ 77

رجحان ذا خسران ذا و كلاهما

يتخالفان ككفّتي ميزان‌

حاز الجهول الرزق بالسبب الذي‌

وقع اللبيب به على حرمان‌

فمن لم يعلم حقارة الدنيا و كدورتها، و امتزاج لذّتها بالمها، ثمّ انصرام ما يصفو منها- فهو فاسد العقل. فإنّ المشاهدة و التجربة ترشد إلى ذلك، فكيف يكون من العلماء من لا عقل له؟! و من لا يعلم عظم أمر الآخرة و دوام نعيمها و جحيمها فهو كافر


[1] الغزالي في احياء علوم الدين: كتاب العلم، الباب السادس 1/ 60. ملخصا.

و الظاهر ان الغزالي ايضا أخذ جل ما قاله هناك من قوت القلوب لأبي طالب المكي:

«باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا و علماء الآخرة» 1/ 140.

[2] الاشعار غير موجودة في الأحياء.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست