نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 221
الخطاب في الآية الاولى العالم و المقلّد جميعا وقع الأمر فيها
بالرهبة التي هي مبدأ السلوك و حيث خصّ أهل العلم أمرهم بالتقوى الذي هو منتهاه.
[العلماء السوء و ما
ورد فيهم]
و اعلم إنّه قد وردت في العلماء السوء تشديدات عظيمة دلّت على أنّهم
أشدّ الناس عذابا يوم القيامة. و المراد بالعلماء السوء الذين قصدهم من العلم
التنعّم بالدنيا و التوصّل إلى الجاه و المنزلة عند أهلها، و الأحاديث الدالّة على
أنّ هؤلاء أشد الناس عذابا يوم القيامة، و أنّ لزوم الحجّة عليهم أشدّ- كثيرة:
فمن طريق أهل البيت عليهم السلام ما رواه محمّد بن يعقوب الكليني [1] رحمه اللّه بسنده
المتّصل عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يحدّث عن
النبي صلّى اللّه عليه و آله، إنّه قال في كلام له: «العلماء
رجلان:
رجل عالم آخذ بعلمه، فهذا ناج. و عالم تارك بعلمه [2] فهذا هالك. و إنّ أهل النار ليتأذّون عن ريح
العالم التارك لعلمه.
و إنّ أشد أهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلى اللّه، فاستجاب
له و قبل منه فأطاع اللّه، فأدخله اللّه الجنّة. و أدخل الداعي إلى النار [3] بتركه علمه، و
اتّباعه الهوى و طول الأمل. أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحق. و طول الأمل ينسى
الآخرة».
و
روي أيضا
[4]
عن
عدّة من أصحابه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه
[1] الكافي: كتاب فضل العلم، باب استعمال العلم: 1/ 44.