نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 217
فصل
ليس في نهيه تعالى عن أن يكونوا أول كافر به دلالة على أنه يجوز أن
يكونوا آخر كافر به، لأنّ المقصود النهي عن الكفر على كلّ حال، و خصّ الأوّل
بالذكر لما ذكر من عظم موقعه، و كما إنّ قوله تعالى:رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها [13/ 2] لا يدلّ على وجود عمد
لا يرونها. و [قوله]:وَ
قَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ
[4/ 155] [لا تدلّ على جواز قتلهم بحقّ] و قوله- عقيب هذه الآية:وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً
قَلِيلًا لا يدلّ على
اباحة ذلك بالثمن الكثير. و كما قال الشاعر [1]:
من أناس ليس في أخلاقهم
عاجل الفحش و لا سوء الجزع
و ليس على يريد أنّ فيهم فحشا آجلا. فكذا هاهنا. بل الغرض من هذه
السياقة التنبيه على استعظام كفر من قرء في الكتب نعت محمّد صلّى اللّه عليه و
آله، ثمّ جحد به. و لأن في قوله:وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ دلالة على أن كفرهم أوّلا و آخرا مخطور، لأنّ
تحقّق وجود الشيء موقوف على ارتفاع جميع أنحاء عدمه أو ضدّه، و كذا تحقق الايمان
بما انزل في كلّ وقت متوقّف على ارتفاع جميع أنحاء الكفر به في ذلك الوقت، و لأنّ
الايمان نوع من نور اليقين، فإذا حصل في القلب لا يمكن رفعه فكلّ من آمن أوّلا
ايمانا بالحقيقة فهو مؤمن أخيرا لا يزال.
فصل قوله:وَ
لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا
أي: و لا تستبدلوا الايمان بالرسول و تعلّم الحكمة و الاطّلاع على
آيات اللّه بثمن قليل من مال الدنيا و جاهكم الحقير عند أبنائها. 76