responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 155

و إذا فهم هذا فهم إنّ غلبة الخوف على الشهوة في بعض الذنوب ممكن وجوده، و الخوف إن كان من فعل ماض أورث الندم، و الندم يورث العزم. و

قد قال صلّى اللّه عليه و آله‌ [1]: «الندم توبة»

و لم يشترط الندم عن كل ذنب. و

قال صلّى اللّه عليه و آله‌ [2]: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»

و لم يقل: التائب من الذنوب كلّها.

و بهذه المعاني تبيّن [إنّ التوبة عن‌] أفراد الذنوب إذا كانت متماثلة في حق الشهوة و في حقّ التعرض لسخط اللّه غير ممكن. نعم، يجوز أن يتوب على الكثير دون القليل، لأن لكثرة المعصية تأثيرا في كثرة العقوبة.

فصل‌

إنّ في هذه الآية حثّا على التوبة، و تنبيها على أنّ العبد لا بدّ و أن يكون دائم الرجوع و الإنابة إلى اللّه تعالى، كما إنّه دائم المغفرة و الرحمة، و إنّه ما من درجة في الخير و السعادة تحصل للعبد إلّا و ينبغي له أن يتوب عنها بتحصيل درجة فوقها لذاته، فإنّ الإنسان جوهر متجدد الذات، له في كل وقت حجاب من هويّته. و قد قيل: «وجودك ذنب لا يقاس به ذنب» فيجب له في كل وقت توبة عن ذنب وجوده، و استغفار عن غشاوة هويّته.

قال بعض الحكماء: «إنّ لك منه غطاء 50 فضلا عن لباسك من البدن فاجهد أن ترفع الحجاب و تتجرّد، فحينئذ تلحق فلا تسئل عما تباشره».

و قال أيضا: «انفذ إلى الأحديّة تدهش إلى الأبد. و إذا سئلت عن فهي قريب، و ذلك لأنّ مراتب القرب إلى اللّه غير متناهية، لعدم تناهي التجليّات الأسمائيّة الصفاتيّة، و الشئونات الإلهيّة، و لكونه تعالى وراء ما لا يتناهي بما لا يتناهي شدّة و قوّة


[1] الجامع الصغير: 2/ 189.

[2] الجامع الصغير: 1/ 134.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست