نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 147
رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي- لو أن أوّلكم و
آخركم و إنسكم و جنّكم اجتمعوا في صعيد واحد، فسألوني، و أعطيت كلّ إنسان منكم ما
سئل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلّا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسه
واحدة. يا عبادي- إنّما هي أعمالكم احفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد اللّه، و من
وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه.
قال: و كان أبو إدريس إذا حدّث بهذا الحديث جثى على ركبتيه إعظاما
له.
و
عن النبي صلّى اللّه عليه و آله [1]، قال: من استفتح أوّل نهاره بالخير، و ختمه بالخير، قال اللّه تعالى
لملائكته: «لا تكتبوا على عبدي ما بين ذلك من الذنوب».
و
روي [2] إن جبرئيل
سمع إبراهيم عليه السّلام يقول: يا كريم العفو. قال جبرئيل:
و تدري ما كريم العفو؟ فقال: لا يا جبرئيل. قال: أن يعفو عن
السيّئة و يكتبها حسنة.
و
في الكافي
[3]
مسندا-
عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه عليه السّلام يقول: قال اللّه تعالى: «إنّ العبد من عبيدي المؤمنين ليذنب الذنب
العظيم مما يستوجب [به] عقوبتي في الدنيا و الآخرة، فانظر له بما فيه صلاحه في
آخرته، فاعجّل له العقوبة عليه في الدنيا لأجازيه بذلك الذنب، و اقدّر عقوبة ذلك
الذنب و اقضيه و اتركه عليه موقوفا غير ممضي، و لي في إمضائه المشيّة، و ما يعلم
عبدي به. فأتردّد لذلك مرارا على إمضائه ثمّ أمسك عليه فلا أمضيه كراهة لمساءته،
وحيدا عن إدخال المكروه عليه فاتطوّل عليه بالعفو عنه و الصفح، محبّة لمكافأته،
لكثير نوافله التي يتقرّب بها إليّ في ليله و نهاره فاصرف ذلك البلاء عنه و قد
قدّرته و قضيته و تركته موقوفا و لي في إمضائه المشيّة، ثمّ اكتب له عظيم نزول أجر
ذلك البلاء [4]، و ادخّره و أوفّره