روى
إنّه
قرء بعد قوله:أَ
فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى* وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى [53/ 19- 20] «تلك الغرانيق العلى. و إنّ شفاعتها لترتجى»
فلمّا أخبره جبرئيل بما وقع منه حزن و خاف خوفا شديدا فنزل قوله:وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ [22/ 52] تسلية له.
فالجواب: إنّه كان من إلقاء الشيطان في خياله- لا تعمّدا منه.
و قيل: بل الغرانيق هي الملائكة. و كان هذا قرآنا فنسخ.
و قيل معنى «تمنّى النبي» حديث النفس. و كان يوسوس إليه الشيطان
غير الهدى، فينسخ اللّه وساوسه من نفسه و يهديه إلى الصواب.
و أمّا قوله تعالى:وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى
النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
[33/ 37] عتاب على أنّه أخفى في نفسه عزيمة تزويج زينب عند تطليق زيد إيّاها،
خوفا من طعن المنافقين، و لا خفاء في أنّ إخفاء أمر دنيوي خوفا من طعن أعداء الدين
ليس من الصغائر- فضلا عن الكبائر- بل غايته له ترك للأولى.
و كذا ميلان القلب- لو ثبت.
و أمّا مثل قوله:يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ [33/ 1]وَ لا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
[6/ 52]فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ
[10/ 94]لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
[39/ 65]فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ
الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ
[10/ 94] فجوابه: إنّ الأمر لا يقتضي سابقة تركه، و لا النهي سابقة فعله و لا
الشرط وقوع مضمونه.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 124