نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 123
: «إنّه
لم
يكن أحد عند مشركي مكّة أعظم ذنبا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لأنّهم
كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاثمائة و ستّين صنما، فلمّا جاءهم صلّى اللّه عليه و
آله بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم، و قالوا:أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ*
وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ
إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ* ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ
هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ
[38/ 5- 7] فلمّا فتح اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله مكّة قال: يا
محمدإِنَّا فَتَحْنا لَكَ
فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما
تَأَخَّرَ عند مشركي
أهل مكة بدعائك إلى توحيد اللّه فيما تقدّم و ما تأخّر».
فقال المأمون- لمّا سمع هذا الجواب بعد الأجوبة عن سائر السؤالات
الموردة على عصمة الأنبياء عليهم السلام: «لقد
شفيت
صدري يا بن رسول اللّه و أوضحت لي ما كان ملتبسا، فجزاك اللّه عن أنبيائه و عن دين
الإسلام خيرا.
و أمّا قوله:وَ
وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى فمعناه فقدان
الشرائع و الأحكام. و قيل:
إنّه ضلّ في صباه في بعض شعاب مكّة، فردّه أبو جهل إلى عبد المطلب. و
قيل: ضلّ في طريق الشام حين خرج به أبو طالب- و بالجملة- لا دلالة على العصيان و
الميل عن طريق الحقّ. و لذا قال تعالى:ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى
[53/ 2].
و أمّا قوله:وَ
وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ
[94/ 2] فهو تمثيل لما كان يثقل عليه من حمل أعباء النبوّة في أوائل البعثة،
أو من تهالكه على إسلام أهل العناد و تلهّفه.
و أمّا قوله:عَفَا
اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ
[9/ 43] تلطّف في الخطاب و عتاب على ترك الأفضل و إرشاد إلى تدبير الحرب و
الاحتياط.
و أمّا قوله تعالى:ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى إلى قوله:لَوْ
لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [8/ 67- 68] عتاب على ترك الأفضل، و
هو أن لا يرضى باختيار أصحابه الفداء.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 123