نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 100
تستأنس النفس و تطمئنّ بتلك الصور العمليّة و العقليّة و تجد بها
قرارا، لأنّ أصلها ايضا من جنّة اللّه تعالى و بتلك الاستفادة يضيء لها طريق
الصراط وقت ذهابها إلى معادها و يخف حسابها، و تثقل موازينها.
فقد تبيّن الآن إنّ البشر بتقدير الابتداء و مقام الإباء فوق العقل و
الطبع، لكنّهم اليوم محبوسون تحت الطبيعة مقيّدون بالعقل العملي و خلاصهم يكون عند
إطلاقهم عن وثاقهم و خروجهم عن قيد العقل، و ليس يخلصون عن قيد العقل إلّا حين
يخرجون من سجن الطبع و الطبيعة. و هذه معان منغلقة يفتحها الشرح (ظ: الشرع)
للمستحقّين، و إنّها محرّمة على الجاهلين.
ثمّ سئل مسألة ثانية هي: إنّا لأي شيء جئنا إلى هذا العالم، بعد أن
كنّا مغبوطين؟
فأجاب: اعلم إنّ مجيئنا إلى هذا العالم لم يكن باختيارنا و إرادتنا،
لكن بالقهر جئنا، و بالقهر نمسك، و بالقهر نخرج، و إنّا جئنا للتمحيص و التطهيرلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ
[3/ 141] و طهارة النفس إنّما تكون بالعمل الشرعي و العلم الإلهي، و بهذين
تتمّ الطهارة و التوجّه إلى المعاد، و كما إنّ طهارة الجسد يكون بالماء او بالتراب
عند عدم الماء، كذلك طهارة النفس بالعلم الذي هو بمنزلة الماء، و العمل الذي هو
بمنزلة التراب، فكلّ من أتى بالعمل الشرعي حتّى يصل إلى العلم الإلهي، فيعلم
حقيقته، و يعرف نفسه، فإنّه يخلص عند مفارقته هذه الدنيا، التي هي سجن المؤمن و
جنّة الكافر.
إشارة مشرقيّة
و اعلم إنّ حكاية هبوط العقل الإنساني و النفس الآدميّة من عالم
القدس إلى موطن الطبيعة الجسمانيّة ممّا كثرت في مرموزات الأنبياء عليهم السلام، و
إشارات الأولياء و الحكماء.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 100