اعلم ان في هذه الاية نكات لطيفة و مسائل غامضة و علوما شريفة و حكما
عقلية و أنوارا إلهية و أسرارا ربوبية:
أما النكات:
فأوليها: إن من عادة اللّه سبحانه في هذا الكتاب أن يخاطب جمهور
المكلّفين ب «يا أيّها الناس» و أهل المعرفة و الايمان منهم ب «يا
أيّها
الذين آمنوا» و لأهل (أهل- ظ) الولاية و القرب ب «يا عبادي» تنبيها على تفاوت الدرجات، و تباين الرتب
و المقامات؛ فإنّ لنوع الإنسان درجات متفاوتة في الحقيقة و الذات عند أهل الشهود.
فمن الناس من هو في طبقه النفس الحيوانية إلّا أنه قابل للترقي
بالتكليف- و هم أكثر الناس- و منهم من تجاوزها و بلغ حدود النفس الناطقة- و هم
العلماء- و منهم من بلغ إلى مرتبة العقل بالفعل- و هم عباد اللّه الربّانيون- فهذا
الخطاب متوجّه إلى جميع الناس- مؤمنهم و كافرهم- إلّا من هو خارج عن حدود التكليف
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 40