و في المجمع روى أبو سعيد الخدريّ 1 قال: لمّا نزلت هذه الآية، كان
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يأتي باب فاطمة و علىّ عليهما السّلام تسعة أشهر
عند كلّ صلاة فيقول: الصلاة الصلاة يرحمكم اللّه، إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا.
و رواه ابن عقدة 2 بإسناده بطرق كثيرة عن أهل البيت عليهم السّلام و
غيرهم مثل أبي برزة و أبى رافع و قال أبو جعفر عليه السّلام أمر اللّه تعالى أن
يخصّ أهله دون الناس ليعلم الناس أنّ لأهله عند اللّه منزلة ليست للناس فأمرهم مع
الناس، ثمّ أمرهم خاصّة، و هذا يدلّ على أنّ المراد من يختصّ به من أهل بيته، لا
أهل دينه مطلقا كما قيل.
ثمّ الظاهر وجوب أمره صلوات اللّه عليه أهله بذلك، فالوجوب عليهم
بأمره- إن قلنا إنّ الأمر بالأمر بالشيء ليس أمرا بذلك الشيء- لما علم من وجوب
اتّباع أمره؛ و إلّا فبهذا الأمر، قيل فيجب علينا أيضا أمر أهالينا بدلالة التأسّي
به عليه السّلام؛ و يؤيّده قوله تعالى «قُواأَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً» و قد ينظر فيه لبعض ما
تقدّم مما قد يقتضي تخصيص أهله عليه السّلام و نحوه مما يأتي؛ و حينئذ فقد يستحبّ
لغيره فليتأمل.
«وَاصْطَبِرْ عَلَيْها» بالمداومة عليها و احتمال
مشاقّها بل الأمر بها و احتمال مشاقّة أيضا فهو عليه السّلام مأمور بها على أبلغ
وجه.
«لانَسْئَلُكَ رِزْقاً» لا نكلّفك شيئا من الرزق
لا لنفسك و لا لغيرك؛ نحن نرزقك 1- المجمع ج 4 ص 37.
2- ترى روايات ابن عقده في البحار ج 9 خلال ص 38 الى ص 45 و ترى روايات
إتيان النبي عدة أشهر باختلاف الروايات باب فاطمة و على من طرق أهل السنة في الدر
المنثور ج 4 ص 313 تفسير هذه الآية و ج 5 ص 199 تفسير آية التطهير و كفاية الطالب
ط النجف ص 232 و اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 108 و نور الأبصار ص 112 و
غيرها من كتبهم.