«وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ» المأمورون أما أهل الكتاب، أو يعمّ المشركين و يحتمل مطلق المكلفين
أي ما أمروا في التورية و الإنجيل كما روى عن ابن عباس، و ذهب إليه كثير، أو في
القرآن.
«إِلَّالِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» أي العبادة أو ما يوجب
الدين، أي الجزاء و الأجر، فهي العبادة أيضا، بأن لا يعبدوا إلّا اللّه و لا
يشركوا في عبادته شيئا، و فيه إشارة إلى أنّ الرياء نوع شرك فافهم.
و مثله «بذلت العين جارية و مكحلة و طالعة» و سرده الخفاجي في هذا القسم باعتبار
الضمير المستتر.
قال في الإتقان قيل لم يقع في القرآن على طريقة السكاكي، قلت و قد
استخرجت بفكرى آيات على طريقته منها قوله تعالى «أَتىأَمْرُ
اللَّهِ»
فأمر اللّه يراد به قيام الساعة و العذاب و بعثة النبي صلّى اللّه
عليه و آله و قد أريد بلفظه المعنى الأخير كما اخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن
ابن عباس في قوله تعالىأَتى أَمْرُ اللَّهِ قال محمد، و أعيد
الضمير في فلا تستعجلوه مرادا به قيام الساعة و العذاب.
و منها و هي أظهرها قوله تعالى «وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ» فان المراد به
آدم ثم أعاد عليه الضمير مرادا به ولده ثم قال «فَجَعَلْناهُفِي قَرارٍ
مَكِينٍ»
و منها قوله تعالى «لاتَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» ثم قال «قَدْسَأَلَها
قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ» اى أشياء أخر لأن الأولين لم يسألوا عن الأشياء التي سأل عنها
الصحابة فنهوا عن سؤالها، انتهى ما في الإتقان.
قلت و عد منه «وَالْمُطَلَّقاتُ» الى قوله «وَبُعُولَتُهُنَّ» فان الضمير في
بعولتهن للرجعيات و ان استشكل عليه العلامة النائيني في فوائد الأصول، و عد منه
أيضا
«وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ».
ثم المنقول في هذا اللفظ الاستخذام بمعجمتين يعنى الاستخذام و
الاستجذام، و بمهملة و معجمة يعنى الاستحذام و معجمة و مهملة يعنى الاستخدام من
الخدمة انظر تفصيل الاستخدام في ج 4 ص 327 شروح التلخيص و جواهر البلاغة ص 364 و
أنوار الربيع ج 1 من ص 307 الى ص 320 و خزانة الأدب للحموي ص 53 و نهاية الأدب ج 7
ص 143 و بديع القرآن لابن ابى