و توصّلهم بذلك إلى أغراضهم و يستحمدون إليهم بالإيمان الذي لم
يفعلوه على الحقيقة لا بطانهم الكفر.
في الكشّاف: و يجوز أن يكون شاملا لكلّ من يأتي بحسنة فيفرح بها فرح
إعجاب و يحبّ ان يحمده الناس و يثنوا عليه بالديانة و الزهد و بما ليس فيه.
و في إحياء العلوم [1] نقل
خبر لو صحّ لهلكنا: روى انّه ذكر أحد في حضرة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بمدح
فقال: لو رضي بما قلتم فيه لدخل النار.
قال شيخنا 1 قدّس اللّه روحه: تكفى هذه الآية حملا لها على ما في
الكشاف، و قد صرّح به و ذهب إليه، و فيه نظر، لأنّ ظاهر الآية مع قطع النظر عمّا
روى و قيل ذم الذين يفرحون بالذي أتوا به أيّ شيء كان حسنا أو قبيحا، و الفرح
بالحسنة لا يستلزم ذلك و لا هو عينه، اللهمّ إلّا ان يكون «ما» نكرة بمعنى شيء و هو خلاف
الظاهر فليتأمّل فيه.
و اعلم انّ العجب من المهلكات: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [3]: ثلاث مهلكات: شحّ
[1] انظر الأحياء ط المطبعة العثمانية
1352 ج 3 ص 248 كتاب ذم الجاه و الرياء و في المغني للزين العراقي المطبوع ذيله:
لم أجد للحديث أصلا و ترى الحديث أيضا في اتحاف السادة المتقين شرح احياء علوم
الدين ج 8 ص 254 قال الزبيدي في الشرح: قال العراقي لا أصل للحديث.
و تراه أيضا في المحجة البيضاء ج 6 ص 133 و نقل الغفاري في ذيله عن
العراقي انه لا أصل له قلت: و الحديث حقيق بان لا يكون له أصل كيف و قد بين لنا
أئمتنا ميزانا به يتميز الحديث الصحيح عن السقيم و هو الموافقة لكتاب اللّه العزيز
الكريم و مخالفته له و قد أشرنا إلى مصادره في تعاليقنا على مسالك الافهام ج 1 ص
12.
و الحديث المذكور في الأحياء مخالف للكتاب إذ فيه مخاطبا لنبيه (ص)
و رفعنا لك ذكرك الآية 4 سورة الانشراح و في سورة الزخرف الآية 44 و انه لذكر لك و
لقومك فتدبر جيدا.
[3] الحديث مروي في عدة الداعي ص 172 و
تراه في مواضع شتى من كتب الفريقين منفردا أو في ضمن مطالب أخر فلا حاجة لنا الى
تخريج الحديث بوجوهه و مع ذلك فراجع