و مجزوما عطفا على محلّ الفاء و ما بعده، لأنه جواب الشرط و قرئ «و يكفر» بالياء مرفوعا و
الفعل للّه فيحتمل أن يكون مبتدأة فيجيء الاحتمالان أو الفعل للإخفاء و ربما أمكن
للأعمّ فافهم، و قرئ «تكفر»
بالتاء مرفوعا و مجزوما و الفعل للصدقات و قرأ الحسن بالياء و النصب
بإضمار أن، و معناه إن تخفوها يكن خيرا لكم و أن يكفر عنكم أو و لأن يكفر عنكم.
مِنْ سَيِّئاتِكُمْ قيل «من» صلة و تحقيق للتعميم،
فربما خصّص السيئات بالصغائر و الأكثر على التبعيض فقيل هو الصغائر، و قيل أعمّ
فإن العبادات تسقط الذنوب المتقدّم وجوبا، و هو مذهب الإحباط و التكفير. و على
مذهب الأصحاب من بطلان ذلك كما هو المشهور و ادّعى عليه الإجماع يكون إسقاط الذنوب
تفضّلا غير واجب إلّا بالوعد أو يقال المجمع على بطلانهما هو إحباط كلّ متأخّر و
إن كان قليلا جميع ما تقدّمه مطلقا لا إسقاط ما دونه أو مساويه و اللّه أعلم.
وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ من الإنفاق و غيره سرا و
جهرا، ليلا و نهارا، حسنا و قبيحا، فيجازى كلا بعمله، و يزيد لمن يشاء من المحسنين
بفضله.
و ممّا جاء في صدقة السرّ [1] عنه
عليه السّلام «صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ و تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، و يدفع
سبعين بابا من البلاء، و سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: الامام
العادل، و شابّ نشأ في عبادة اللّه عز و جل و رجل قلبه متعلّق بالمساجد و رجلان
تحابّا في اللّه و اجتمعا عليه و تفرّقا عليه، و رجل دعته امرءة ذات منصب و جمال
فقال: انى أخاف اللّه عزّ و جل و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لم يعلم يمينه ما
ينفق شماله و رجل ذكر اللّه ففاضت عيناه.
[1] كأن المصنف جمع بين مضامين الأحاديث،
تراها في كتب الشيعة و أهل السنة: انظر في ذلك مسالك الافهام ج 2 ص 45 و الوسائل
الباب 13 من أبواب الصدقة ج 6 ص 275 الى ص 278 و مستدرك الوسائل ج 1 ص 534 و الدر
المنثور ج 1 من ص 353 الى ص 357 و ابن كثير ج 1 ص 323 و الخازن ج 1 ص 194.