responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 303

هذا و لا يخفى ما يستفاد منه من الترغيب و التحريض في مجالسه الصلحاء و العبّاد و إن كانوا فقراء، و حفّت مجالستهم بمكاره تتأذّى منها النفس و تنفر، و فضل الدعاء و كأنه هنا يعمّ الأذكار و قراءة القرآن، و الصلاة و فضيلة وقت الغداة و العشيّ، و هو ان زينة الدنيا، و ضرر التوجّه إليها و إلى أهلها، و استقباح العدول عن صحبة أهل الطاعة إلى صحبتهم، و لو لاحتمال مصلحة دينيّة.

وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا أي جعلنا قلبه غافلا عنه كقولك أجبنته و أفحمته و أبخلته، إذا وجدته كذلك أو من أغفل أهله إذا تركها بغير سمة أي لم نسمه بالذكر و لم نجعلهم من الّذين كتبنا في قلوبهم الايمان، أو نسبنا قلبه إلى الغفلة كما يقال أكفره إذا نسبه إلى الكفر.

قال الكشاف‌ [1]: و قد أبطل اللّه توهم المجبّرة بقوله‌ «وَاتَّبَعَ هَواهُ» و قرئ «أغفلنا قلبه» بإسناد الفعل إلى القلب على معنى حسبنا قلبه غافلين عمّن ذكرنا، فلا نعرف من ذكرنا ممن لم يذكرنا، أو من آمن بذكرنا ممّن لم يؤمن به، أو عن ذكرنا إيّاه بالمؤاخذة و ذلك أيضا من أغفلته إذا وجدته غافلا.

وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً: متقدّما للحقّ و الصواب، نابذا له وراء ظهره، من قولهم فرس فرط متقدّم للخيل، و فيه من التحريض على ذكر اللّه و اتّباع آياته و الزّجر عن الغفلة و متابعة الهوى ما لا يخفى.

و قد يستفاد عدم جواز المماشاة مع الكفّار و المنافقين أو الفسّاق أيضا فيما يرومون من تعظيمهم و المداخلة معهم و المخالطة بهم استجلابا لقلوبهم إلى الحق، و اللّه أعلم.

السادسة عشرة [آل عمران: 190]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ.


[1] الكشاف ج 2 ص 718 و نقل قراءة أغفلنا قلبه بفتح اللام و ضم الباء في شواذ القراءات لابن خالويه ص 79 عن عمرو بن فائد و نقله في روح المعاني ج 15 ص 244 عن عمرو بن فائد و موسى الأسواري و عمرو بن عبيد.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست