و اللجإ اليه. و في المجمع 1 أي ادعوا اللّه في هذه الأحوال لعلّه
ينصركم على عدوّكم و يظفركم به عن ابن عباس، و أكثر المفسرين، و في كون الذكر
مطلقا دعاء نظر نعم كون الذكر يعمّ الدعاء قريب و كون ذلك على طريق التعقيب غير
بعيد، اما كون المراد به خصوص «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر» على ما هو
المستحبّ للمسافر عقيب كلّ صلاة مقصورة، فلا يخلو من بعد، و أبعد منه ان يكون
المراد الأمر بالمداومة على الذكر في جميع الأحوال كما في الحديث القدسي: يا موسى
اذكرني فإنّ ذكري حسن على كلّ حال.
و في الكشاف: فاذا صلّيتم في حال الخوف و القتال فصلّوها قياما مسايفين
و مقارعين، و قعودا جالسين على الركب مرامين، و على جنوبكم مثخنين بالجراح و كأنه
على تضمين الإرادة و الذكر بمعنى الصلاة أو بمعناه، لكن بان يصلوا له و يمكن
اعتبار حال الخوف مطلقا من غير اختصاص بحال القتال.
و قيل: إشارة إلى صلاة القادر و العاجز أي إذا أردتم الصلاة فصلّوا
قياما إذا كنتم أصحاء و قعودا إذا كنتم مرضى لا تقدرون على القيام، و على جنوبكم
إذا لم تقدروا على القعود عن ابن مسعود.
و روي عن ابن عباس [2] أنه
قال عقيب تفسير الآية: لم يعذر اللّه تعالى أحدا في ترك ذكره إلّا المغلوب على
عقله، و على هذا التفسير يستفاد الترتيب أيضا لكن لم أفز برواية الأصحاب لهذا
التفسير لهذه الآية.
نعم روى ذلك في تفسير قوله تعالى «الَّذِينَيَذْكُرُونَ
اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً» و لا يخفى أنّ عدم اعتبار الخوف يأباه قوله «فَإِذَااطْمَأْنَنْتُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» فإنّ ظاهره إذا
[2] هكذا في النسخ المخطوطة من مسالك
الافهام و كتابنا هذا و زبدة البيان ص 123 ط المرتضوي و روح المعاني ج 5 124 و لكن
الظاهر من كلام المجمع ج 2 ص 104 انه من كلام ابن مسعود و المروي في تفسير الطبري
أيضا انه من كلام ابن عباس ج 5 ص 260 مع تفاوت يسير في اللفظ فلعل في كيفية أداء
العبارة في المجمع تسامحا.