«وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» 1 فافراد لما هو
المقصود الأعظم.
و قيل: إنّه النبيّ و الأئمّة القائمون مقامه عليهم السّلام و كانّ
المراد صراطهم، فهو عبارة أخرى لبعض ما تقدّم، و يناسبه «صِراطَالَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» أو أطلق عليهم مبالغة لأنهم فلك النجاة الّتي من ركبها نجا و من
تخلّف عنها غرق، و الحق دائر معهم حيث داروا.
و نحوه قول من قال إنه القرآن و كأنه من قوله تعالى «إِنَّهذَا الْقُرْآنَ
يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» 2 و فيه دلالة على أنّ الهداية إلى
الصراط المستقيم أهمّ ما يطلب منه تعالى و أليق، فيستحب الدعاء و طلب الخير من
اللّه خصوصا الهداية.
و قد يستفاد الوجوب على بعض الوجوه و أن يسأل اللّه مثل ما يرى على
غيره من الخير و النعماء، و أن يستعيذ به من مثل ما يرى على غيره من النقمة و
البلاء، و في ذلك ترغيب و ترهيب و تحريص على الانقطاع إلى اللّه و طلب التوفيق منه
في الأمور كلّها، و اعتقاد أنه لا يملك لنفسه ضرّا و لا نفعا إلّا باللّه تعالى.
هذا و قد يستدلّ على عصمة الأنبياء بأنهم لو لا عصمتهم لكانوا
ضالّين، لقوله تعالى
«فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ» 3 فلا يجوز الاقتداء
بهم، فينا في الترغيب في الاقتداء بهم مطلقا و طلب التوفيق فيه، و هو قريب.
ثمّ لا يخفى ما في نظم السورة من الدلالة على طريق الدّعاء، و هو
كونه بعد التسمية و التحميد و الثّناء و التوسّل بالعبادة، و التعميم فيه كما هو
المشهور، و دلّت عليه الروايات و لذلك سمّيت تعليم المسئلة.
ص 49 و البحار ج 7 ط كمپانى باب جهات علومهم من ص 278 الى ص 291.
فالحمد للّه الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا
اللّه.