اعتقاد وجوبها من المشرك، و الحكم المعلّق على مجموع لا يتحقّق إلّا
مع تحقّق المجموع و يكفي في حصول مقتضيه فوات واحد من المجموع، و هو إباحة قتلهم،
و فيه نظر.
هذا و قد يستدلّ بها أيضا على دخول الأعمال في الايمان و عدم قبول
التوبة عن ذنب مع الإصرار على غيره، و إن كان أصغر منه فليتأمّل فيه.
[1] قد كثر التنافس و التباغض في كلمة يا
ايها المقدم على المقصود بالنداء و ترى البحث مبسوطا في الأشباه و النظائر للسيوطي
ج 3 ص 64 الى ص 71 و في أمالي ابن الشجري ج 2 ص 116 الى ص 122 المجلس الثامن و
الخمسين
[58] و قد لخص البحث في روح المعاني و يناسب لنا هنا نقله ففيه تذكار
لكثير من المباحث الأدبية قال في ص 168 ج 1 روح المعاني:
و اى لها معان شهيرة و الواقعة في النداء نكرة موضوعة لبعض من كل
ثم تعرفت بالنداء و توصل بها الى نداء ما فيه ال لان يا لا تدخل عليها في غير
اللّه الا شذوذا لتعذر الجمع بين حرفي التعريف فإنهما كمثلين و هما لا يجتمعان الا
فيما شذ من نحو.
فلا و اللّه لا يلفى لما بي
و
لا للما بهم ابدا دواء
و أعطيت حكم المنادي و جعل المقصود بالنداء وصفا لها و التزم فيه
هذه الحركة الخاصة المسماة بالضمة خلافا للمازنى فإنه أجاز نصبه و ليس له في ذلك
سلف و لا خلف لمخالفته للمسموع و انما التزم ذلك اشعارا بأنه المقصود بالنداء و لا
ينافي هذا كون الوصف تابعا غير مقصود لمتبوعه لان ذلك بحسب الوضع الأصلي حيث لم
يطرء عليه ما يجعله مقصودا في حد ذاته ككونه مفسرا لمبهم و من هنا لم يشترطوا ذلك
في النعوت على ما بين في محله.
و ها التنبيهية زائدة لازمة للتأكيد و التعويض عما تستحق من المضاف
اليه أو ما في حكمه من التنوين كما في (أياما تدعوا) و ان لم يستعمل هنا مضافا
أصلا و كثر النداء على هذه الطريقة لما فيها من التأكيد الذي كثيرا ما يقتضيه
المقام بتكرر الذكر و إيضاح بعد الإبهام و التأكيد بحرف التنبيه و اجتماع
التعريفين.
هذا ما ذهب اليه الجمهور و قطع الأخفش- لضعف نظره- بان أيا الواقعة
في النداء موصولة حذف صدر صلتها وجوبا لمناسبته التخفيف للمنادى و أيد بكثرة
وقوعها في كلامهم موصولة و ندرة وقوعها موصوفة و اعتذر عن عدم نصبها حينئذ مع انها
مضارعة للمضاف بأنه إذا حذف صدر صلتها كان الأغلب فيها البناء على الضم فحرف
النداء على هذا يكون داخلا على مبني على