«وَمِمَّا
رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ» في اللّه «فَلاتَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ».
قرئ «ما اخفي لهم» على البناء للمفعول، ما أخفى لهم على البناء 1 للفاعل و هو
اللّه سبحانه «ما اخفي لهم» و «ما يخفى لهم» و «ما أخفيت» الثلاثة للمتكلّم و هو اللّه سبحانه، و ما بمعنى الذي أو
بمعنى أيّ شيء، و قرئ من «قرّاة أعين» 2 لاختلاف أجناسها و المعنى: لا تعلم النّفوس كلّهنّ، و لا نفس
واحدة منهنّ، لا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل، أىّ نوع عظيم من الثّواب ادّخر اللّه
سبحانه لأولئك و أخفاه من جميع خلائقه لا يعلمه إلّا هو ممّا تقرّ به عيونهم، و لا
مزيد على هذه العدّة، و لا مطمح وراءها.
1- قال في روح المعاني ج 21 ص 118 قرء حمزة و يعقوب أخفى بسكون الياء
فعلا مضارعا للمتكلم و ابن مسعود نخفي بنون العظمة و الأعمش أيضا أخفيت بالإسناد
إلى ضمير المتكلم وحده و محمد بن كعب أخفى فعلا ماضيا مبنيا للفاعل انتهى ما أردنا
نقله.
و في شواذ القرآن لابن خالويه ص 118 ما أخفيت لهم من قرة أعين
الأعمش، ما نخفي لهم ابن مسعود ما أخفينا لهم حكاه أبو عبيد عن بعضهم و انظر أيضا
الدر المنثور ج 5 ص 176 ترى بعض هذي القراءات مروية فيه.
2- حكاه في المجمع ج 4 ص 330 عن أبي هريرة و في روح المعاني ج 21 ص 119
قال و قرء عبد اللّه و أبو الدرداء و أبو هريرة و عون و العقيلي من قرأت على الجمع
بالألف و التاء و هي رواية عن ابى عمرو و ابى جعفر و الأعمش و جمع المصدر أو اسمه
لاختلاف أنواع القرة و الجار و المجرور في موضع حال انتهى.
و في شواذ القرآن لابن خالويه ص 118 «من قرأت أعين» النبي صلّى
اللّه عليه و آله و أبو هريرة و أبو الدرداء، و انظر أيضا الدر المنثور ج 5 ص 176
نقل هذه القراءة عن الحاكم و صححه و ابن مردويه عن أبي هريرة و كذا عن ابى عبيد في
فضائله و سعيد بن منصور و ابن ابى حاتم و ابن الأنباري في المصاحف عن أبي هريرة.