قد روي
[1] في طرقهم عن حذيفة عنه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال ذلك، على أنّه
زيادة ذكر للّه و مزيد خير، و فيه زيادة ثناء مع ورود ذلك في آيات منها «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ»* كما تقدّمت، و تقدّم أنّه
إشارة إلى الصّلاة على قول جماعة، فلو تضمّنت صريح ذلك كان أولى، و إلّا فالأولى
كونها على ما يتيقّن معه الامتثال به، و على كلّ حال هذه الزّيادة متواترة من طرق
أهل البيت عليهم السّلام.
قيل: المراد بالمساجد أعضاء السّجود السّبعة، و قد روي عن أبى عبد
اللّه عليه السّلام في رواية حمّاد المشهورة و عن أبى جعفر الثّاني 1 محمّد بن علي
الجواد عليه السّلام و في الكنز:
و به قال سعيد بن جبير و الزجّاج و الفرّاء و يؤيّده 2 قول رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمرت أن أسجد على سبعة آراب أي أعضاء، و المعنى لا
تشركوا مع اللّه غيره في سجودكم عليها، و قيل لا تراؤا أحدا بصلاتكم، و الأكثر على
أنّها المساجد المعروفة، فالمعنى أنّها مختصّة باللّه تعالى، فلا تعبدوا فيها مع
اللّه غيره.
و عن قتادة كان اليهود و النصارى إذا دخلوا بيعهم و كنائسهم أشركوا
باللّه فأمرنا
[1] ففي سنن الدارقطني ج 1 ص 341 عن
حذيفة ان النبي (ص) كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم و بحمده ثلاثا و في سجوده
سبحان ربي الأعلى و بحمده ثلاثا.
قلت بل ليس ذكر زيادة و بحمده محصورا في رواية حذيفة ففي نيل
الأوطار ج 2 ص 254 و اما زيادة «و بحمده» فهي عند ابى داود من حديث عقبة الاتى و عند الدارقطني من
حديث ابن مسعود الاتى أيضا و عنده أيضا من حديث حذيفة و عند أحمد و الطبراني من
حديث ابى مالك الأشعري و عند الحاكم من حديث أبي جحيفة ثم ذكر ما قيل في بعض
أسانيد الأحاديث ثم نقل عن الحافظ انه قد أنكر هذه الزيادة أبو الصلاح و غيره و
لكن هذه الطرق تتعاضد فيرد بها هذا الإنكار و سئل أحمد عنها فقال اما انا فلا أقول
و بحمده انتهى.
1- المجمع ج 5 ص 372 و كنز العرفان ج 1 ص 127 و روح المعاني ج 29 ص 91.
2-
سنن ابى داود ج 1 ص 325 الرقم 889 قال محمد محي الدين في تذييله
أخرجه البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و رواه في مستدرك الوسائل ج
1 ص 327 عن غوالي اللئالي.