السهر للصلاة أو لذكر اللّه، و ضمير به إما للقرآن كما في القاضي أو
لمن الليل بمعنى فيه
«نافِلَةًلَكَ» عبادة زائدة لك على الصلاة، وضع نافلة موضع تهجّدا، لأنّ التهجد
عبادة زائدة، فكأنّ التهجّد و النافلة يجمعهما معنى واحد، أو المعنى أنّ التهجد
زيد لك على الصلوات المفروضة فريضة عليك خاصة دون غيرك، لأنه تطوّع لهم.
الكشاف: أو فضلة لك لاختصاص وجوبه بك. القاضي: روي أنّها فرضت عليه و
لم تفرض على غيره، فكانت فضيلة له ذكره ابن عباس، و أشار 1 إليه أبو عبد اللّه
عليه السّلام كذا ذكره الراونديّ و قيل: معناه نافلة لك و لغيرك، و خصّ بالخطاب
لما في ذلك من صلاح الأمة في الاقتداء به، و دعاء الخير إلى الاستنان بسنّته.
و في المعالم إنّ صلاة الليل كانت واجبة على النبيّ صلّى اللّه عليه
و آله و الأمة لقوله
«ياأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا» ثمّ نزل فصار الوجوب
منسوخا في الأمة بالصلوات الخمس و بقي الاستحباب، و بقي الوجوب في حق النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله، و ذهب قوم إلى أنّ الوجوب صار منسوخا في حقّه كما في الأمة
فصارت نافلة و هو قول قتادة و مجاهد، لأنّ اللّه
فقال له المبرد خل قومي
فقومي
معشر فيهم نذالة
و الأكثرون على أن التهجد بمعنى الأضداد بمعنى النوم و السهر انظر
ص 50 من كتاب الأضداد لابن الأنباري و مسالك الافهام ج 1 ص 146.
و انظر ترجمة المبرد في بغية الوعاة ج 1 ص 269 الرقم 503 و الأنساب
ج 3 ص 146 الرقم 780 و نزهة الألباء ط بغداد ص 164 و آداب اللفة ج 2 ص 186 و
الأعلام ج 8 ص 15 و سمط اللئالى ص 340 و لسان الميزان ج 3 ص 430 و وفيات الأعيان ط
إيران ج 1 ص 495 و تاريخ بغداد ج 3 ص 380 و أنبأه الرواة ج 3 ص 241 الرقم 735 و
روضات الجنات ص 670 و ريحانة الأدب ج 3 ص 436 الرقم 694 و طبقات القراء ج 2 ص 280
الرقم 3539 و الفهرست لابن النديم ص 93 و اللباب ج 1 ص 197 و المزهر ج 2 ص 408 و ص
419 و النجوم الزاهرة ج 3 ص 117 و معجم الادباء ج 19 ص 111 الى ص 122 مات سنة 285
أو 286 و كان له تسع و سبعون سنه و قيل نيف على تسعين.
1- انظر نور الثقلين ج 3 ص 204 الرقم 382 و البرهان ج 2 ص 438 الرقم 4
رويا الحديث عن ابى عبد اللّه من التهذيب.