1 لأنها إذا حوفظ عليها، كانت كالشيء النافق الذي يتوجّه إليه الرغبات
و يتنافس فيه المحصّلون، و إذا عطلت و أضيعت كانت كالشيء الكاسد الذي لا يرغب
فيه.
أو التجلد و التشمّر لآدابها، و أن لا يكون في مؤدّيها فتور و لا
توان، من قولهم قام بالأمر و قامت الحرب على ساقها، أو أداؤها، فعبّر عن الأداء
بالإقامة، لأنّ القيام بعض أركانها كما عبّر عنه بالقنوت و بالركوع و بالسجود، و
قالوا سبّح إذا صلّى لوجود التسبيح فيها، قاله في الكشاف، و يبعد الأوّل لفوتها
حينئذ بتفويت بعض آدابها أو سننها، و لهذا اقتصر الطبرسيّ في الجوامع فيه على
تعديل أركانها و لم يرد بالأركان المعروف عندنا كما لا يخفى.
و قال المقداد في الكنز: تعديل أركانها و حفظها من أن يقع زيغ في
أفعالها، و كأنه أراد ما لا بدّ منه فيها، و حينئذ فلا يبعد أن يكون إقامتها بمعنى
أدائها أي الإتيان بها بجميع شرائطها و واجباتها على ما اعتبر فيها من أقام العود
إذا قوّمه أو قام بالأمر لا لما قاله كما لا يخفى.
و أما الثاني فعنه أنّ المحافظة كما ذكر في قوله «وَالَّذِينَ هُمْ
عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ» 1- البيت استشهد به في المجمع ج 1 ص 38 و
الكشاف ج 1 ص 40 و كنز العرفان ج 1 ص 66 و البيت لا يمن بن خريم و ترى ترجمته في
تعاليقنا على مسالك الافهام ج 2 ص 131 و ترى الشرح الكامل للبيت في شواهد المجمع ج
1 ص 80 الى 83 و غزالة بفتح الغين و تخفيف الزاي المعجمتين اسم أمرية شبيب الخارجي
كذا في شواهد المجمع عن الكشف و فيه في تاريخ ابن خلكان شبيب بن يزيد بن نعيم
الحروري قتل الحجاج زوجها فحاربته لذلك سنة كاملة و هرب منها الحجاج فعيره عمر ابن
حطان السدوسي لعنه اللّه «أسد على و في الحروب نعامة».
و الضراب مضاربة السيف أى أقامت سوق المضاربة بالسيوف على التخييل و
التشبيه أو المبالغة و هذا كقولك أنا ابن الطعن، و المراد بالعراقين كوفة و بصرة و
قيل كوفة و الحجاز على التغليب، و الحول القميط كأمير التام، و الشاهد في قوله
أقامت، فإنه أراد لم تعطل، يقال قامت السوق إذا نفقت و أقامها أي لم يعطلها من
البيع و الشراء.