responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 83

الذكر مختصا بقول اللّه تعالى للملائكةإِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و يكون ما بعده أجنبيا لأنه لم يفرّع عليه ليكون مرتبطا به كالارتباط الذي في قوله تعالى فأجاءها المخاض إلى آخره فالمناسب إذن هو أن تكون «إذ» ظرفا متعلقا بمحذوف يدل عليه سوق الكلام الذي يفسره و ذلك بأن يكون التقدير و حين قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة جرت في ذلك محاورات و شؤون يفسرها قوله تعالى‌قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ قالوا ذلك حيث قد رأوا الخلق السابق و افسادهم و سفكهم للدماء كما دلت عليه الروايات المشار إليها

و روى العياشي بسنده عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام‌ ما علم الملائكة بقولهم أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء لو لا انهم قد رأوا فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء.

و لا يلزم أن يكون قولهم هذا اعتراضا و ذنبا منهم. بل قالوا ذلك لأن اللّه أخبرهم في هذا الخطاب بأن الخليفة هو بشر من طين كما في قوله تعالى في سورة ص المكية 71 إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ‌ فعرفوا من بشريته انه ذو شهوة و غضب و قد عهدوا من حال السابقين ان الشهوة و الغضب ينشأ منهما الفساد و سفك الدماء. و لأجل بغضهم للفساد و معصية اللّه سألوا عن الحكمة في خلق هذا الخليفة مع انه في الشهوة و الغضب مثل السابقين الذين طهرت الأرض من فسادهم‌وَ نَحْنُ‌ من لطفك في خلقنا بلا شهوة و لا غضب إنا دائمانُسَبِّحُ‌ و التسبيح‌بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ‌ و التقديس‌لَكَ‌ فإن شئت عمران الأرض بصلاح عبادتك فاجعلنا فيها. و لكن مع ذلك كان الأولى بهم أن لا يصدر منهم هذا السؤال في هذا المقام و إن كان سؤالهم للتعلم بل يفوّضوا الأمر إلى اللّه و حكمته و علمه بما هو الصالح‌قالَ‌ اللّه لهم‌إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ‌ فإن في ذلك حكمة شريفة و لطفا خفيا إذ يكون من البشر أنبياء و رسل و أئمة فيهم شهوة و غضب و هم مع ذلك في أعلى درجات الطهارة و العصمة الاختيارية و الطاعة و العبادة للّه و التفاني في هداية الناس و إصلاحهم. و فيما أشرنا اليه‌

في تفسير القمي و علل الصدوق عن امير المؤمنين عليه السلام‌ جاعل في الأرض خليفة تكون حجة لي على خلقي. و فيه ايضا. اجعل من ذريته أنبياء و عبادا

نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست