responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 59

و لكنها فوق إدراكه انتهى كلامه و لو انه صارح بجامع كلامه و ملاك صحته و استقامته «و هو ما قدمنا من تقيد العبادة بالتعلق بمن يراه العابد إلها» لما عادت جمله فلا متدافعة يشلها الانتقاد و ان اعتصم بعد ذلك بصائب قوله «للعبادة صور كثيرة في كل دين شرعت لتذكير الإنسان بذلك الشعور بالسلطان الإلهي الأعلى» فإنه لا يتسق قوله هذا الا أن يعتبر في معنى العبادة كونها ناظرة الى توفية من يتخذه إلها حقه من التعظيم و الخضوع و اي شعور مذكر فيها لو لا ذلك الاعتبار. و ان لم يعتبر ما ذكرناه فلا مفرّ لجملة المتقدمة عن النقد. فإن صور كثير من العبادات لا تبلغ حد النهاية من الخضوع و لا تقاربه كما ذكر في عبادة المتحنثين القانتين بالنسبة لخضوع ذلك العاشق لمعشوقه و خضوع أولئك في تعظيم الملوك و الزعماء. و أيضا ان عابد اللّه يعرف أن منشأ العظمة و ملاكها هي السلطة الإلهية و لئن كانت فوق إدراكه فباعتبار عمومها لما لا يعدّ و لا يحدّ من الممكنات لا بما هي سلطة إلهية عظيمة يمكن عرفانها و نيلها بالإدراك من هذه الوجهة. و في مقام الفرق بين العبادة و العبودية قال و من هنا قال بعض العلماء أن العبادة لا تكون في اللغة الا للّه تعالى «أقول» يريد ان العبادة من حيث ان معناها الحقيقي في اللغة مأخوذ فيه التعلق بالإلهية و الإله لا يصح تعلقها إلا باللّه الذي لا إله الا هو و لا يريد أنها لم تنسب في اللغة الا للّه. و كيف يخفى عليه أنها جاءت في نفس محاورات القرآن منسوبة لغير اللّه في اكثر من سبعين موردا. فالظاهر أنه لا وقع لاعتراضه عليه بقوله و لكن استعمال القرآن يخالفه. نعم يرد على من قال ان لفظ العباد مأخوذ من العبادة انه غفل عن قوله تعالى في سورة النور 32وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى‌ مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ‌

حصر الاستعانة باللّه جلّ اسمه‌

قال اللّه تعالى في سورة المائدة 3تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‌ و اما المعاونة في المباحات فهي إحسان أمر اللّه به أيضا في كتابه بقوله تعالى في سورة النحل 92إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ‌ و في سورة البقرة 91 و آل عمران 128 و المائدة 15إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‌.

و المعلوم بالضرورة من سيرة النبي (ص) و أصحابه و الأئمة و المسلمين انهم يستعينون في غالب أمورهم المباحة بالآلات و الدابة و الخادم و الزوجة و الصاحب و الرسل و الأجراء و غيرهم و في سورة البقرة 42 و 128اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ و في سورة النساء 67وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فقد لامهم اللّه على‌

نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست