responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 58

عليهم السلام و جرى من جرّاء ذلك ما تقشعر منه الجلود. و لو لا أن ملكهم قمع طغيانهم لجرى من عدوانهم و الدفاع لهم حوادث في المسلمين مزعجة و اللّه المستعان اللهم إياك نعبد و إياك نستعين.

(المقام الثالث) كثيرا ما فسرت العبادة بأنها ضرب من الشكر مع ضرب من الخضوع.

او الطاعة. و هل يخفى عليك أن هذه التفاسير مبنية على التساهل بخصوصيات الاستعمال أو الارتباك في مقام التفسير و هل يخفى أن اغلب الافراد من كل واحد مما ذكروه لا يراه الناس عبادة و يغلطون من يسميها او بعضها عبادة الا على سبيل المجاز. و إن لفظ العبادة و ما يشتق منه كعبد و يعبد لا تجدها مستعملة على وجه الحقيقة إلا فيما ذكرناه من معاملة الإنسان لمن يتخذه إلها معاملة الإله المستحق لذلك بمقامه في الإلهية. و لم أجدها في القرآن الكريم مستعملة في غير ذلك إلا في ثلاثة موارد و لكنها لم تخرج عن النظر إلى مناسبة المعنى الحقيقيّ المذكور و التجوز بلفظه. و هي قوله تعالى في سورة مريم 45يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا و في سورة يس 60أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ‌. فاستعير اسم العبادة للطاعة العمياء للشيطان على الدوام كما يلقي المؤمنون قياد طاعتهم للّه على بصيرة من أمرهم لأنه إلههم على نحو التجوز الواقع في قوله تعالى في سورة الفرقان 45أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ‌. و الجاثية 22أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ‌ فإنهم لم يكونوا يعبدون الشيطان و لم يتخذوا هواهم إلها على سبيل الحقيقة. و ثالثها قوله تعالى في سورة المؤمنون 49 فَقالُوا (اي فرعون و ملائه)أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَ قَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ‌ اي دائبون على العمل في تسخيرنا كما يدأب المؤمن في طاعة اللّه و عبادته. او باعتبار ان فرعون كان يدعي الإلهية فجعلوا بالتشبيه و التمويه خضوع بني إسرائيل بالقهر و الغلبة عبادة لفرعون هذا و ان الشيخ محمد عبده خاض في هذا المقام في البحث على ما حكاه عنه تلميذه في تفسيره لسورة الفاتحة و قارب الغرض في كلامه و لما يقرطس. قال ما ملخصه مهما غالى العاشق في تعظيم معشوقه و الخضوع له و تفانى في هواه و ارادته. أو بالغ بعض الناس في تعظيم الملوك و الزعماء فترى من خضوعهم لهم ما لا تراه من خضوع القانتين للّه فإن العرب لم يكونوا يسمون شيئا من هذا الخضوع عبادة فما هي العبادة اذن. و قال: تدل الأساليب الصحيحة و الاستعمال العربي الصراح أن العبادة ضرب من الخضوع بالغ حد النهاية ناشئ عن استشعار القلب عظمة للمعبود لا يعرف منشأها و اعتقاده بسلطة لا يدرك كنهها و ماهيتها و قصارى ما يعرفه منها انها محيطة به‌

نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست