responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 48

المقام الرابع‌

ان القرآن الكريم كثيرا ما ينسب التعقل و الإدراك و الاهتداء و نحو ذلك إلى القلب و المتجددون ينسبون الإدراك و آثاره إلى الدماغ و يعتمدون في حدسهم في ذلك على انهم رأوا تلافيف الدماغ اي عقده في الإنسان اكثر منها في سائر الحيوانات و ان الأعصاب الجمجمية المتصلة بظاهر الدماغ و المنتشرة أليافها في باطنه مرتبطة بأعصاب آلات الحس كالأذن و العين و غيرهما: و لكن مباحث التشريح تقف دون حدسهم هذا. فإن المجموع العصبي و النخاع الممتد إلى الفقرة القطنية الأولى التي هي تحت الفقرة الثانية عشرة من الظهر هذه كلها كمخ الدماغ في كونها مكوّنة من الجوهر السنجابي و الجوهر الأبيض فلا ميزة لتكوين الدماغ لكي يحدس امتيازه عنها بكونه كرسي الإدراك و التعقل دونها. و إن الأعصاب كما ترتبط بآلات الحس ترتبط أيضا بالقلب و الكبد و المعدة بل حتى الأسنان و أعضاء البدن إلى أنامل اليدين و الرجلين.

و أما ما يتراءى من أن صغر الدماغ يقارن ضعف الإدراك و التعقل إلى أن يصل الحال إلى البله فلا يدلّ على مدّعاهم بل يجوز أن يكون خروجه عن المقدار الطبيعي للإنسان ككثير من العوارض البدنية موجبا لضعف الجزء الآخر العاقل في أداء وظيفته. و أما التفاوت بين أدمغة الرجال و بين أدمغة النساء فهو جار في قلوب الصنفين أيضا. هذا مع أن الدماغ يزيد نموه في زمان قلة القوة العاقلة إلى السنة السابعة ثمّ ينمو بطيئا إلى الرابعة عشرة و يتقهقر نموه إلى العشرين و منها إلى الثلاثين و يقف عند الأربعين ثمّ ينقص وزنه في كل عشر سنين نحو اوقية مع أنّ الإنسان من العشرين فما زاد يزداد في قوة التعقل و يترقى في كونه أقوى و أحسن تعقلا و إدراكا. و القلب لا يزال يأخذ بالنمو و الزيادة إلى الأدوار الأخيرة من الحياة و لا سيما في الذكور. و هذا أنسب بأزمنة حسن التعقل وجودة الإدراك. مضافا إلى أنّ القلب هو مبدء الحركة الحيوية المديرة للدورة الدموية و أسباب الحياة و النمو و توزيع القوى على جميع أجزاء البدن فهو أنسب من غيره بأن تستخدمه الروح الحيوانية في أعمالها العقلية. و أيضا انّ بناء القلب مؤلف من حلفات ليفية و الياف عضلية و كلها على نوع مدهش من التغمم و التصالب و التشبك بحيث يقال انّ البناء العضلي للقلب لم يعرف كما ينبغي إلى الآن. و انّ بناء القلب و أليافه العضلية أكثر و أكثر تضمما و تصالبا و تشبكا من البناء الذي امتازت به عضلات الحياة الحيوانية الحساسة للإرادة التي هي من أعمال النفس و الممتثلة في أعمالها لأمرها. و هذا كله يشير إلى‌

نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست