فإن قوله تفتيت بها يدل على ان «ما» للتعجب بتعظيم أمر الشيخ
في طعنه و قال الفرزدق:
ناديت انك ان نجوت فبعد ما
يأس
و قد نظرت إليك شعوب
أي بعد أيّ يأس شديد. هذا و الذين رأيناهم يقولون بزيادة «ما» في الآية يقولون انها زيدت
للتأكيد. أ فلا قائل يقول لهم على أي وجه يكون التأكيد و لماذا يؤكد. نعم يجدون
لها معنى لا تنطبق عليه قواعدهم القاصرة المستحدثة فيلتجئون إلى تسميته بالتأكيدمِنَ اللَّهِ عليهم بل على سائر البشرلِنْتَ لَهُمْ و صرت تحتملهم و تعطف
عليهم في اختلاف آرائهم و أحوالهم و مما يصدر منهم مما لا يرتضى لكي ينضموا إليك و
يهتدوا بهداك فيقام عمود الدين و تنتظم جماعة الإسلام و تنقمع شوكة الكفر و
الضلالوَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ فسره في التبيان و الكشاف
بالجافي قاسي القلب و هو نحو من أنحاء ما ذكره اللغويونلَانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ و تفرقوا عنك و لكنك على خلق عظيم و بالمؤمنين رؤوف رحيمفَاعْفُ
عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ الذي يعرض أي و استصلحهم و
استمل قلوبهم بالمشاورة. لا لأنهم يفيدونه سدادا او علما بالصالح. كيف و ان اللّه
مسددهوَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحىفَإِذا
عَزَمْتَ
على ما أراك اللّه بنور النبوة و سددك فيهفَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ عليه
157إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا
غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ و يكلكم إلى أنفسكمفَمَنْ ذَا
الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ شبه جل شأنه في خذلانه لهم
باستحقاقهم الخذلان بمن اعرض عنهم و جاوزهموَ عَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ و اليه يكون التجائهم 158وَ ما كانَ
لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ بفتح الياء و الغلول هو الخيانة في الغنيمة. و المعنى لا يقع الغلول
من الأنبياء و ما وقع هذا من أحدهم