ايضا من اخرج رواية ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود. كما ذكر من اخرج عن
ابن عباس انها لم تنسخ. و في التبيان في النسخ قوله و هو المروي عنهما. و في مجمع
البيان و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و عن أبي عبد اللّه (ع). أقول و لم أجد
الرواية عن الباقر (ع) نعم
عن العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه (ع) انها منسوخة
بقوله تعالىفَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
و العياشي لم يذكر الواسطة بينه و بين أبي بصير. و المعروف عن
العياشي انه يعتمد على الضعفاء و على كل حال لا بد من طرح الرواية او تأويل النسخ
فيها بنزول المفسر الذي يرفع ما يتوهمه البعض بالنظر السطحي من ان حق التقاة
المكلف به ما فوق الاستطاعة. و العجب من الشيخ حيث أشار في تبيانه الى الرواية في
مقام سنخ و هو العارف بحقيقة النسخ و اشتراط القدرة و الاستطاعة في التكليف و
تنزيل الاستطاعة في آية التغابن على الاستطاعة العرفية مع انه مخالف لسوق الآية
يوجب التهاون بأمر التقوىوَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يمكن أن يراد بالإسلام هنا
حقّ التقاة و هو الدخول في سلم اللّه بالطاعة و عدم المحادة له بالمعصية دائما. و
هو أمر يمكن أن لا يتصف به المؤمن باللّه و الرسول و يوم القيامة فالمراد من الآية
دوام الاتصاف بهذه الصفة الكريمة حتى الموت و ان لا يموتوا إلا و هذه صفتهم
الدائمة و سجيتهم المستمرة و من ذلك طاعة الرسول و من أمر الرسول بطاعته و موالاته
و التمسك به كما اشارت اليه رواية البرهان عن العياشي عن الحسين ابن خالد عن
الكاظم (ع). و يمكن أن يكون المراد من الإسلام ما يخالف الكفر و يساوق الإيمان في
المعنى فيكون المراد هو الاتصاف بهذه الصفة حتى الموت. و الأول اظهر بحسب السوق و
الأمر بالتقوى حق التقاة. و الثاني أنسب بالمعنى المتداول للإسلام و يمكن توجيه
التناسب فيه بكون المعنى لازموا التقوى حق التقاة ليندحر عنكم الشيطان و لا تعصوا
اللّه فيطمع فيكم الشيطان و يصرفكم عن الإيمان و لو عند الموت. و في هذا التخريج
نوع تكلف
99وَ اعْتَصِمُوا من السقوطبِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعاً أي حال كونكم مجتمعين على الاعتصام بحبل اللّه و ما جعله اللّه سببا
عاصما من سقوط الضلال و وباله. و قد دلنا رسول اللّه (ص) على ما هو من مصاديق هذا
السبب و الحبل الذي لا يضل من تمسك به
بقوله (ص) في حديث الثقلين «ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا- كتاب اللّه و عترتي اهل بيتي»