فسرها بأنهم كانوا يحتالون لإلقاء الشبه بأنواع الحيل فلا موقع
للتفسير بكونهم يطلبون سبيل اللّه حال كونهم ضالين و الآية تقوليَصُدُّونَ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ فانظر فيها الى آخرها و تدبرها:
و في النهاية العوج بالكسر فيما ليس بمرئي كالرأي و القول. و في
المصباح العوج بالكسر في المعاني و استشهد بكلام أبي زيد. و في مجمع البيان في
سورة الأعراف 84 العوج بالكسر في الدين و كل ما لا يرى. أقول و كأن القائل بذلك لم
يقرء قوله تعالى في سورة طه 105وَ يَسْئَلُونَكَ
عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً 106 فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً
لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً و المعنى تطلبون يا أهل
الكتاب بصدكم عن سبيل اللّه بتزويركم و مخادعتكم و تحريفكم و كتمانكم لما في كتبكم
أن تجعلوا سبيل اللّه عوجاء تطلبون لها العوج و هي الصراط المستقيم بينة الحجج
نيرة الأعلام واضحة الدلالة ساطعة البرهانوَ أَنْتُمْ
شُهَداءُ
على بشرى كتبكم برسول اللّه و قرآنه و دينه. أو أنتم شاهدون لدلالة
المعجز و الآيات البينات على رسول اللّه و وحي قرآنه و حقيقة دينه القيموَ مَا اللَّهُ
بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ من الصد عن سبيل اللّه و محاولة الإضلال و اللّه لا يفوته شيء و هو
شديد الانتقام
96يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ باعتبار إيتاء الكتاب
الحقيقي لأسلافهم قبل تحريفه. و الفريق هم المتصدون للإضلال و الإغواء و الصد عن
سبيل اللّه و تنقادوا لضلالهم بالاتباع الأعمىيَرُدُّوكُمْ باغوائهم و اضلالهمبَعْدَ
إِيمانِكُمْ كافِرِينَ 97 وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ و قد غمرتكم الألطاف و
وضحت لكم الحججوَ أَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ و فيها الهدى و الرشادوَ فِيكُمْ
رَسُولُهُ
و هو نور الهدى و الصلاح و منار الحجة و إمام الإصلاح. و باب اللّه و
وسيلته لخلقهوَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ العصمة هو المنع و الحفظ
مما يحذر. و العاصم هو الحافظ المانع بتسبيبه أو فعله. و المعتصم هو الملتجي الى
العاصم و اللائذ به ليمنعه و يحفظه مما لاذ و التجأ حذرا منه. و تختلف وجوه الحذر
و محققاته باعتبار شأن المعتصم به و وجهة الحذر. فالاعتصام باللّه في هذا المقام
هو التجاء العبد