في سلم اللّه فلا تحاربونه و لا تحادونه بالشرك و التمرد على آياته و
رسوله و قرآنهفَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا و ذلك هو الفوز العظيموَ إِنْ
تَوَلَّوْا
عن الإسلام و حادوا اللّه و رسوله فليس عليك من حسابهم من شيء و ليس
عليك أن لا يتولوافَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ و الدعوة الى اللّه و دين
الحقوَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ يعلم ما يكون منك و منهم و
يوفق من هو اهل للتوفيق
19إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ
بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ بيان لأن قتل النبيين لا
يكون إلا بغير الحقوَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ و هو الحق و المعروف و قيل
العدلمِنَ النَّاسِ من العباد الصالحين من غير
النبيينفَبَشِّرْهُمْ يعني القاتلين الكافرينبِعَذابٍ في الآخرةأَلِيمٍ و عبر بالتبشير للسخرية
بهم و التوبيخ لهم. و دخلت الفاء على بشرهم لأن الخبر هنا بمنزلة الجزاء المتفرع
على الكفر و قتل النبيين كما في قوله تعالىالسَّارِقُ وَ
السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما 20أُولئِكَ
الَّذِينَ
لأجل ما ذكر من كفرهم و قتلهم للأنبياء و الصالحينحَبِطَتْ
أَعْمالُهُمْ التي فيها حسن كالإحسان الى الفقير و العاني و نحو ذلك فلا أثر لها
في استحقاق الجزاء و التخفيف عنهم بل سقطتفِي الدُّنْيا
وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ ينصرونهم على اللّه و
ينجونهم من عذابه 21أَ لَمْ تَرَ أي ألم يصل علمكإِلَى حالالَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً أي حظا و بعض الشيءمِنَ
الْكِتابِ
لا يبعد أن يكون المراد هنا التوراة و الإنجيل أي من جنس الكتاب و ان
روي ان مورد النزول هم بعض اليهود. و عبر بالنصيب من الكتاب باعتبار ان التوراة و
الإنجيل قد حرّفا و بدلا في أكثرهما و لم يبق منهما على ما أنزل إلا البعض و هو
النصيب الذي بقي من التوراة لليهود و النصارى المعاصرين لرسول اللّه و من الإنجيل
الذي بقي للنصارى منهم. فقد بقي من التوراة إيمان ابراهيم و توحيده و تاريخه
المبين انه كان قبل اليهودية و النصرانية و اقاويلها في الدين و التوحيد. و بقي
فيها البشرى لبني إسرائيل