النوعي بإفطار المريض و المسافروَ لا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ النوعي فالصوم في السفر غير مراد للّه لأن فيه عسرا نوعيا.
و في الكافي و الفقيه عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد
اللّه (ع) قوله تعالىفَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ قال (ع) ما
أبينها من شهد فليصمه و من سافر فلا يصمه.
و عن العياشي عن زرارة عن الباقر (ع) ما أبينها لمن
عقلها.
و لأن قوله تعالىيُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ في مقام التعليل و بيان بعض الغايات في كتابة الصيام على النهج
المذكور في الآيتين فباعتبار جعل الصوم في المرض و السفر في أيام أخر علل بالتيسير
كأنه قيل ليتيسر عليكموَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ عطفا على المقدر فتفوزوا
بفضل صوم الأيام المعدودات كاملة العدد بخلاف ما لو لم يشرع ذلك و اضطر المريض و
المسافر إلى الإفطار كما هما مظنة للاضطرار إلى ذلك نوعا.
و باعتبار الهداية إلى شريعة الحق قال جل اسمهوَ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ على هدايتكم إلى الدين و
الشريعة و هذا التكبير مستحب عندنا بالإجماع و لا يضر الخلاف النادر. و بذلك قال
الشافعي و أحمد و ابو حنيفة على ما نقل عنه و نسبه في الخلاف إلى الفقهاء. و وقته
عندنا بعد صلاة المغرب من ليلة شوال و العشاء و الصبح. و العيد بإجماع الإمامية و
رواية الكافي و الفقيه عن سعيد النقاش عن الصادق (ع) و رواية الإقبال بسنده عن
معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه (ع). و يقرب من مذهب الإمامية ما أخرجه ابن جرير
في تفسيره بسنديه عن زيد بن اسلم و ابن عباس. و صورة التكبير مذكورة في كتب الفقهوَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ
اي و لتشكروا اللّه على نعمته عليكم بدين الحق و لطفه بتشريع الصيام
و ما فيه من الفوائد و تيسيره عليكم و على نعمة الطعام و الشراب إذ تلتفتون إليها
بجوعكم و عطشكم. و لا يخفى ان الشكر المطلوب ليس من الأفعال الموقتة المنقطعة التي
يسوق إليها التكليف كإكمال العدّة و التكبير بل هو عمل نفسي دائم كالتقوى و
الاهتداء يرجع إلى اختيار الإنسان ان يديم التفاته إلى نعم اللّه و معرفة قدرها و
فقره إليها و عجزه عنها فيختار الشكر الثابت. و ذلك يحتاج إلى قوة في الاختيار و
ثبات عليه و على مجاهدة الأوهام المعارضة. و لأجل هذه النكتة جرى التعبير عن
التعليل و الغاية بقوله تعالىوَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و كذا نظائره مما قيل في
تعليله «لعلكم»
و أما مقدار