السادسة. و من المعلوم ان التمتع بالعمرة الى الحج لم يكن معهودا في
الشريعة قبل حجة الوداع.
بل يعرف من أحاديثه ان أمره شيء نزل على رسول اللّه في ذلك الحين
فكلما نزل في سورة البقرة في شأن حج التمتع و هديه نزل في حجة الوداع حتى قوله
تعالىوَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ كما هو في روايتنا عن
الصادق عليه السلام
183شَهْرُ رَمَضانَ تفسير للأيام المعدودات أي
و هي شهر رمضان.
و في الكافي و الفقيه و غيرهما عن الباقر (ع) لا تقولوا جاء
رمضان و ذهب رمضان فإن رمضان اسم من اسماء اللّه و لكن قولوا شهر رمضان. و عن امير
المؤمنين (ع) ما يقرب من هذا.
و في كنز العمال مثل قول الباقر (ع) عن ابن عمر و أبي هريرةالَّذِي
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
الى البيت المعمور في السماء ثم صار ينزله جبرائيل نجوما على رسول
اللّه (ص)
كما في الكافي عن الصادق عليه السلام. و في تفسير ابن جرير عن ابن
عباس. و في الدر المنثور فيما أخرجه جماعة و صححه الحاكم عن ابن عباس و فيه الى
بيت العزة
هُدىً حال من القرآن أي هاديالِلنَّاسِ وَ دلائلبَيِّناتٍ مِنَ
الْهُدى وَ الْفُرْقانِ
في الكافي و عن العياشي عن أبي عبد اللّه (ع) القرآن جملة
الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به.
ثم قسم اللّه حال الناس في وقت صومهم و مشروعيته و وجوبه تأكيدا لما
سبق و رفعا للشكوك فقال جلّ شأنهفَمَنْ شَهِدَ أي حضرمِنْكُمُ
الشَّهْرَ
الشهر منصوب على الظرفية أي حضر فيه و هو غير مريضفَلْيَصُمْهُ فإنه الوقت الموقت لصيامهوَ مَنْ كانَ
مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ فالمكتوب عليه و وقت صيامه
المكلف به عدة أي عدة ما لم يصمه في شهر رمضانمِنْ أَيَّامٍ
أُخَرَ لا يكون فيها مريضا و لا مسافرا ففصل اللّه بين الحكمين و ميز بين
الموضوعين فجعل لصوم الحاضر وقتا و لصوم المسافر وقتا. و لو كان صوم المسافر في
شهر رمضان راجحا عند اللّه لما أكد هذا التقسيم و التمييز بين الموضوعين و الوقتين
بهذا السياق البين و لكان ذكره في هذه الآية أولى من التي قبلها لما فيه من بيان
الفضل لشهر رمضان و صومه بل ان اللّه جلت آلاؤه ذكر في هذه الآية ما يزيد في
البيان و يعزز الإيضاح فقال جلت آلاؤهيُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ