و عن النعماني باسناده عن امير المؤمنين عليه السلام ان رسول اللّه
(ص) كان يصلي في أول مبعثه الى بيت المقدس جميع ايام مقامه بمكة «الرواية»
و في الفقيه و صلى رسول اللّه (ص) الى بيت المقدس بعد النبوة ثلاث عشرة سنة و
تسعة عشر شهرا بالمدينة
و في الدر المنثور اخرج الطبراني عن عثمان بن حنيف. و في الحديث كان رسول اللّه
قبل ان يقدم من مكة و القبلة الى بيت المقدس
و يمكن الجمع بان رسول اللّه كان يجمع بين القبلتين في مكة كما يومي
اليه الاشعار المتقدم في رواية الحلبي.
و في الدر المنثور اخرج ابن أبي شيبة و ابو داود في ناسخه و النحاس
و البيهقي في سننه عن ابن عباس ان النبي (ص) كان
يصلي و هو بمكة نحو بيت المقدس و الكعبة بين يديه الحديث
و اللّه العالمقُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ أي جميع الجهات فإن تحويل
القبلة كان من ناحية الشمال الغربي الى نقطة الجنوب تقريبا. و ليس اعتراضهم هذا
إلا من السفه فهل يزعمون ان اللّه تحويه جهة خاصة او ان الذي له و في ملكه جهة
خاصة او ان لبعض الجهات استحقاق للاستقبال لازم لا يعقل التخلف عنه أ فلا يعقلون
ان الاستقبال أمر تعبدي من اللّه يجريه بحسب الحكمة و المصلحةيَهْدِي مَنْ
يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ مما تقتضيه الحكمة و يوصل
الى الهدى و الحق
141وَ كَذلِكَ أي و كما هديناكم الى صراط
مستقيمجَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً الوسط خيار الشيء لأنه
محميّ عن الفساد.
و في تفسير القمي وسطا أي عدلا. و هو المروي في روايات الجمهور كما
في الدر المنثورلِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيداً و من المعلوم ان الأمة كلها لا تتصف بالخيار و العدل و كونهم شهداء
على الناس فإن فيهم الكثير ممن لا يخفى حاله. فهذه الصفات إنما تكون باعتبار البعض
و الموجه اليه الخطاب هو ذلك البعض.
و قد روي في أصول الكافي عن بريد عن أبي عبد اللّه (ع) نحن الأمة الوسط
و نحن شهداء اللّه على خلقه. و في الحسن كالصحيح عن أبي جعفر (ع) مثله. و عن الصفار بهذا السند
نحوه. و روي نحوه ايضا بسند آخر صحيح.
و عن الحسكاني في شواهد التنزيل عن سليم الهلالي عن علي (ع) نحن الذين قال
اللّهجَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً.
و عن العياشي عن ابن أبي عمير الزبيري عن أبي عبد اللّه (ع) في هذه
الآية افترى ان من