responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 12

أنخ المطي فقد وفدت على الحمى * والثم ثراه محييا ومسلما ثم عظم بعدئذ اتصاله بالحاج سليمان بك الشاوي الحميري الذي كانت له الرئاسة المطلقة والكلمة النافذة في بغداد. وكان الحاج سليمان بك يقدر فضله ويأنس بأدبه الجم ولم يزل يحمي جانبه ويدافع عنه إلى أن توفاه الله. وكانت وفاته حسب المشهور في سنة 1212 ودفن في مقبرة أسرته في الكاظمية غير أن الحجر الذي وجد في داخل السرداب يدل على أن تاريخ وفاته سنة 1201 والله اعلم.
أدبه وشعره استقبل الناس شعر الشيخ كاظم الأزري كفصل الربيع من السنة في نسيمه المنعش وأزهاره العبقة. جاء بعد شتاء مجهد طويل لأنه جمع بين جزالة اللفظ وجمال الأسلوب ورصانة التركيب وحسن الديباجة، وفيه جاذبية، فالذي يقرأ قصيدة من شعره لا يتركها حتى ينتهي منها. وفيه نشوة كالراح تدفع شاربها إلى المزيد منها ليزداد نشوة وسرورا. وأكثر الخبراء بالأدب يعدون الشيخ كاظم الأزري في طليعة شعراء العراق وذلك في بعض مناحيه الشعرية، ومن فحولهم البارزين في المناحي الأخرى.
ويصعب التمييز بين قصائده من ناحية السلاسة والطلاوة والرقة والانسجام وهو صاحب الهائية التي تنوف على أكثر من خمسمائة بيت ويعرفها الناس بقرآن الشعر وبالملحمة الكبرى وهذه القصيدة الفذة في بابها هي صدى نفسه الكبيرة وفكره الخصب الممرع طبعت على حدة مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي. اما ديوانه فقد عني السيد رشيد السعدي بطبعه سنة 1320. وتلاقفته الأيدي بوقته ولم تبق منه نسخة معروضة للبيع ولا زال الناس يتطلبونه ويستنسخونه. على أن الديوان لم يستوعب شعره كله بل لا يزال عند بعض الحريصين على الأدب قسم منه غير مطبوع. وفي تتمة أمل الآمل : كان فاضلا متكلما حكيما أديبا شاعرا مفلقا تقدم على جميع شعراء عصره.
وقال في التتمة عن القصيدة الهائية:
كانت تزيد على ألف بيت أكلت الأرضة جملة منها كانت النسخة موضوعة في دولاب خوفا عليها ولما أخرجوها وجدوا جملة منها قد تلف فقدموها إلى السيد صدر الدين العاملي فاخرج منها هذا الموجود اليوم الذي خمسه الشيخ جابر.
واليك نبذة صغيرة من شعره الذي أصبح يدور على الألسن كالأمثال السائرة: منها قوله:
وما أسفي على الدنيا ولكن * على إبل حداها غير حاد وقوله:
وقد تأتي الخديعة من صديق * كما تأتي النصيحة من معاد وقوله:
ان من كان همه في المعالي * هجر الظل واستظل الهجيرا وقوله:
لا تعجبا لفساد كل صحيحة * فالناس في زمن كجلد الأجرب وقوله:
لا تنوحي الا علي لديهم * ما على كل من يموت يناح وقوله:
ولسوف يدرك كل باع بغيه * المرء ينسى والزمان يؤرخ وقوله:
ذريني أذق حر الزمان وبرده * فلا خير فيمن عاقه الحر والبرد وقوله:
فتيقظ إذا رأيت عيون * الحظ يقظى ونم إذا الحظ ناما وله من قصيدة يمدح بها سليمان بك الشاوي الحميري.
بأي جناية منع الوصال * أ بخل بالمليحة أم دلال تحرم ان يمس النوم جفني * مخافة ان يمر به خيال وفي الركب اليمانيين خشف * بحبات القلوب له اكتحال يغص شتيته بنمير عذب * لاحناء الضلوع به اشتعال تراءى السحر من عيني غرير * يترجم عنهما السحر الحلال ويثمر غصنه قمرا منيرا * قليل ان يقال له كمال يمينا ان في برديه نشرا * كما هبت بغالية شمال وفي ديباجتيه فتات مسك * يقال له بزعم الناس خال وفي عينيه نرجسة ذبول * تعلق في القلوب لها ذبال وفي الحدق المراض بدا عجيب * شفاء للنواظر واعتلال فسادي في محبته صلاحي * وفي عوج القسي لها اعتدال يمج لعابه عسلا وخمرا * تفانت في طلابهما الرجال وفيه كل جاذبة اليه * الا الله ما صنع الجمال وقالوا لو سلا لأصاب رشدا * لقد كذبوا وبئس القول قالوا أ تحسب ان بعد الدار يسلي * نعم للعاشقين بها انسلال ويوم مثل أجياد العذارى * يقلده من البيض الوصال شربت به على نغم الأغاني * عقارا للعقول بها اعتقال هواء في الأكف له جمود * وتبر في الزجاج له انحلال ظللنا تحت حلته نشاوى * ومن خيم الغمام لنا ظلال وغنى العود مرتجلا علينا * وللورقاء في الورق ارتجال وقد مالت عمائمنا بسكر * تمكن في الرؤوس لها مجال الا يا مالكي هبني لوجه * بمثل هواه طاب الاعتزال جفونك أيها الرشا المفدي * حسام الله ليس له انفلال وركب في هواك سروا حيارى * يميل بهم نسيمك حيث مالوا يذكرهم حديثك يوم حزوى * فتنهتك البراقع والحجال يرجلهم هواك بلا اختيار * وتخلع في طوالك لهم نعال أنلتك هذه روحي فخذها * وقل من الحياة لك النوال تركت بك الجدال بلذ عيش * ولولا الحمق لم يكن الجدال أعينونا على كبد تلظى * عسى ان يدرك الظما الزلال وقد طاب الحديث بذكركم لي * فوا طرباه ان صدق المقال ولا تنسوا تطلعنا إليكم * لكل مغيب شارقة مال ولم انس الوداع وقد رجمنا كذا * وجد بجيرة الحي ارتحال وقد غفلت عيون الركب عنا * فانعم بالسلام لنا غزال مضت تلك الظعون فلا التفات * إلى تلك الديار ولا انفتال رعى الله الجمال فكم لديه * مواقع عثرة لا تستقال هوى كالمزح أول ما تراه * مداعبة وآخرة قتال

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 9  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست