responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 456

وقال الشريف الرضي يمدحه بأبيات أرسلها اليه لما توجه من واسط إلى بغداد ضمن كتاب يعتذر فيه من تأخره عن تلقيه لشكاة لحقته وذلك في المحرم سنة 396 كما في الديوان قال:
أيا مرحبا بالغيث تسري بروقه * تروح بندي لا بكيا ولا نزرا طلعت على بغداد والخطب فاغر * فعاد ذميما ينزع الناب والظفرا أضاءت وعزت بعد ذل وروضت * كأنك كنت الغيث والليث والبدرا تغاير أقطار البلاد محبة * عليك فهذا القطر يحسد ذا القطرا وقلمت أظفار الخطوب فما اشتكى * نزيلك كلما للخطوب ولا عقرا ومن ذا الذي تمسي من الدهر جاره * فيقبل للمقدار أن رابه عذرا فيا واقفا دون الذي تستحقه * لو أنك جزت الشمس لم تجز القدرا فعثرا لأعداء رموك ولا لعا * ونهضا على رغم العدو ولا عثرا ويدل على ذلك أيضا قول مهيار الديلمي في مرثيته له:
عقل الزمان به ووقر نفسه * فالان عاد لشرة وعرام بشراك يا ساعي الفساد وغبطة * ذهب المقدم يا بني الاجرام عاد القوي على الضعيف مسلطا * ونما السفاه فدب في الأحلام وقال ابن الأثير وفي سنة 397 قتل أبو العباس بن واصل صاحب البصرة وكان قد عظم امره فسار بهاء الدولة من فارس إلى الأهواز ليحفظ خوزستان منه وكان في البطائح مقابل عميد الجيوش فلما فرع منه سار إلى الأهواز وبها بهاء الدولة فملكها وعاد منها على صلح مع بهاء الدولة كما مر ثم تجدد ما أوجب عوده إلى الأهواز بجيشه وبهاء الدولة مقيم بها فجرت بينه وبينه خطوب وحروب انتهت بانهزام أبي العباس حتى وصل خانقين وبلغ خبره إلى أبي الفتح بن عناز وهو في طاعة بهاء الدولة فحصره وأخذه وصار به إلى بغداد فسيره عميد الجيوش إلى بهاء الدولة فلقيهم في الطريق قاصد من بهاء الدولة يأمر بقتله فقتل.
وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 397: فيها امر بهاء الدولة عميد الجيوش بالمسير إلى بلاد بدر بن حسنويه لأنه كان في نفسه عليه حقد لما اعتمده في بلاده فجمع عسكرا وسار يريد بلاده فأرسل اليه بدر ما أقنعه وصالحه واخذ منه ما كان اخرجه على تجهيز الجيش وعاد عنه. وقال في حوادث سنة 401 وهي السنة التي توفي فيها المترجم فيها خطب قرواش بن المقلد للعلوي المصري فأرسل القادر إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك فكتب بهاء الدولة إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش وأطلق له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر فسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلوي وأعاد خطبة القادر. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 401: وفيها وقع حرب بين بني مزيد فاستنجد سند الدولة أبو الحسن بن مزيد عميد الجيوش فانحدر اليه عجلا في زبزبه في ثلاثين ديلميا ووصل الخبر إلى عميد الجيوش بهزيمة أبي الحسن بن مزيد وهو منحدر فعاد اه‌.
واما أن الملوك والأمراء كانوا يعدونه لمهام الأمور واصلاح ما لا يقدر على اصلاحه غيره فيدل عليه ما يأتي من أنه لما استولى الخراب على بغداد وظهر العيارون وانحلت الأمور بها وقتلت النفوس ونهبت الأموال وأحرقت المساكن بعثه بهاء الدولة إلى العراق لحفظه فأقام السياسة وقمع المفسدين وسكن الفتنة وأصلح الأمور وأمن الناس.
مراثيه تقدم أنه رثاه الشريف الرضي ومهيار الديلمي ومر بعض أبيات من قصيدتيهما ومن قصيدة الشريف الرضي التي رثاه بها قوله:
كذا يهجم القدر الغالب * ولا يمنع الباب والحاجب وقد كان سد ثنايا العدو * فمن أين أوضع ذا الراكب وهابت جوانبه النائبات * زمانا وقد يقدم الهائب طواك إلى غيرك المعتفي * وجاوز أبوابك الراغب يفئ إليك من القاصيات * مراح المناقب والعازب فيوم النهي مشرق شامس * ويوم الندى ماطر ساكب فما ذا يشيد هتاف النعي * فيك وما يندب النادب أمدت عليك القلوب العيون * فليس يرى مدمع ناضب أرى الناس بعدك في حيرة * فذو لبهم حاضر غائب كما اختبط الركب جنح الظلام * وقد غور القمر الغارب ولما سبقت عيوب الرجال * تعلل من بعدك الغائب ولم أر يوما كيوم به * خبا مثقب وهوى ثاقب تلوم الضواحك فيه البكاة * ويعجب للباسم القاطب ويدل كلامه في هذه القصيدة على أن للمرثي ولد أو قرابة يلقب بالقوام ويمكن كونه الملك قوام الدين الذي للشريف الرضي فيه مدائح كثيرة ورثاء وإن لم يكن من قرابة المرثي بل ربما دل كلامه ذلك على أن الباقي أجل قدرا من المرثي وذلك يرجح كون المراد الملك قوام الدين حيث يقول:
ولولا قوام الورى أصبحت * يرن على صدعها الشاعب وباتت وقد ضل عنها الرعاء * محفلة ما لها حالب وساق العدو أضاميمها * وما آب من طردها آيب وما بقي الجبل المشمخر * فما ضرنا الجبل الواجب وما ينقص الثلم في المضربين * إذا اهتز في القائم القاضب بمثل بقائك غيث الأنام * يرضى عن الزمن العاتب لهان علينا ذهاب الرديف * ما بقي الظهر والراكب وفي هذه القصيدة ابيات من الحكم يناسب أن لا يخلو كتابنا منها وهي قوله:
وهل نحن الا مرامي السهام * يحفزها نابل دائب نسر إذا جازنا طائش * ونجزع إن مسنا صائب ففي يومنا قدر لا بد * وعند غد قدر واثب طرائد تطلبها النائبات * ولا بد أن يدرك الطالب عواري من سلب الهالكين * يمد يدا نحوها السالب لنا بالردى موعد صادق * ونيل المنى موعد كاذب وقال مهيار الديلمي في مرثيته من قصيدة أولها:
يا مستضيم الملك أين الحامي * يا جدب ما فعل السحاب الهامي ما للعراق عقيب صحته اشتكى * سقما يجاذب من ذيول الشام

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست