responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 455

هرمز وبين أبي جعفر الحجاج وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نائبا عن بهاء الدولة بالعراق فجمع وغزا واستناب بعده عميد الجيوش أبا علي فأقام أبو جعفر بنواحي الكوفة ولم يستقر بينه وبين أبي علي صلح وكان أبو جعفر قد جمع جمعا من الديلم والأتراك وخفاجة فجمع أبو علي أيضا جمعا كثيرا وسار اليه والتقوا بنواحي النعمانية فاقتتلوا قتالا عظيما وأرسل أبو علي بعض عسكره فاتوا أبا جعفر من ورائه فانهزم أبو جعفر فلما أمن أبو علي سار من العراق إلى خوزستان وأتاه الخبر إن أبا جعفر قد عاد إلى الكوفة فرجع إلى العراق وجرى بينه وبين أبي جعفر منازعات ومراجعات إلى أن آل الأمر إلى الحرب فاستنجد كل واحد منهما ببني عقيل وبني خفاجة وبني أسد فبينا هم كذلك أرسل بهاء الدولة إلى عميد الجيوش يستدعيه فسار اليه إلى خوزستان لأجل أبي العباس بن واصل صاحب البطيحة.
وإلى ذلك يشير الشريف الرضي بقوله في مرثيته له:
فأين الفيالق مجرورة * وقد عضل اللقم اللاحب وأين القنا كبنان الهلوك * بماء الطلى ابدا خاضب كان السوابق من تحتها * دبى طائر أو قطا سارب نزائع لا شوطها في المغار * قريب ولا غزوها خائب فسرج وغى ماله واضع * وجيش علا ماله غالب وكنت العميد لها والعماد * فضاع الحمى ووهى الجانب وإلى ذلك أيضا يشير مهيار في مرثيته له بقوله:
سوم خيولك للثغور مريدها * واطمع وسم بالملك رخص مسام واخلط بنومك مطمئنا حيث لم * يك مورد ليروم حط لجام خلى لك الحسن السبيل وأخليت * منه عزائم رحلة ومقام [1] لا سدد الخطي في طلب ولا * شحذت لمثلك شفرتا صمصام من للجيوش وقد أصيب عميدها * ما البيت بعد عماده لقيام لا سد ثغرتنا سواك مفوقا * الا امرؤ عن قوس رأيك رامي يجري على سنن رآك نهجته * كالفتر معتمدا على الابهام وقال ابن الأثير في حوادث سنة 393 أيضا: وفيها اشتدت الفتنة ببغداد وانتشر العيارون والمفسدون فبعث بهاء الدولة عميد الجيوش أبا علي بن أستاذ هرمز إلى العراق ليدبر أمره فوصل إلى بغداد فزينت له وقمع المفسدين ومنع السنية والشيعة من اظهار مذاهبهم ونفى بعد ذلك ابن المعلم فقيه الامامية واستقام البلد اه‌.
وربما يستغرب مستغرب اقدامه على نفي الشيخ المفيد فقيه الامامية الجليل العظيم الشأن، ولكن إذا علم أن في ذلك مصلحة الشيخ المفيد والشيعة وسائر المسلمين لم يستغرب ذلك فليس عضد الدولة الذي كان يزور الشيخ المفيد في داره حيا ليقيم الأود وتحفظ هيبته البلد وكذلك منع الطائفتين من اظهار مذاهبهم التي يؤول اظهارها إلى وقوع المنازعات والمجادلات واشتعال نار الفتن وقد وقع مثل ذلك من الحسن بن المظفر بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي كما مر في ترجمته فإنه اخرج الشيخ المفيد من بغداد لتسكين الفتنة. وفي ديوان مهيار: قال يرثي الصاحب عميد الجيوش أبا علي ابن أستاذ هرمز وكانت درست بوروده العراق معالم الفساد وانتشرت الهيبة والكف عن أذية أهل الفضل والعفة بعد اظلال الفتن وغلبة الدعارة والمخافة اه‌.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 394 أنه فيها غلب أبو العباس بن واصل على البطيحة ولما سمع بهاء الدولة بحاله وقوته خافه على البلاد فسار من فارس إلى الأهواز لتلافي امره واحضر عنده عميد الجيوش من بغداد وجهز معه عسكرا كثيفا وسيرهم إلى أبي العباس فاتى إلى واسط وعمل ما يحتاج اليه من سفن وغيرها وسار إلى البطائح وفرق جنده في البلاد لتقرير قواعدها وسمع أبو العباس بمسيره اليه فاصعد اليه من البصرة وأرسل يقول له ما أحوجتك تتكلف الانحدار وقد أتيتك فخذ لنفسك ووصل إلى عميد الجيوش وهو على تلك الحال من تفرق العسكر عنه فلقيه فيمن معه بالصليق فانهزم عميد الجيوش ووقع من معه بعضهم على بعض ولقي عميد الجيوش شدة إلى أن وصل إلى واسط وذهب ثقله وخيامه وخزائنه فأخبر خازنه أنه قد دفن في الخيمة ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم فانفذ من أحضرها فقوي بها.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 395 قد ذكرنا انهزام عميد الجيوش من أبي العباس بن واصل فلما انهزم أقام بواسط وجمع العساكر عازما على العود إلى البطائح وكان أبو العباس قد ترك بها نائبا له فلم يتمكن من المقام بها ففارقها إلى صاحبه فأرسل عميد الجيوش إليها نائبا من أهل البطائح فعسف الناس واخذ الأموال ولم يلتفت إلى عميد الجيوش فأرسل إلى بغداد.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 296: في هذه السنة سير عميد الجيوش عسكرا إلى البندنجيين وجعل المقدم عليهم قائدا كبيرا من الديلم فلما وصلوا إليها سار إليهم جمع كثير من الأكراد فاقتتلوا فانهزم الديلم وغنم الأكراد رحلهم ودوابهم وجرد المقدم عليهم من ثيابه فاخذ قميصا من رجل سوادي وعاد راجلا حافيا ولم يكن مقامهم غير أيام قليلة.
وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 397: فيها جمع أبو جعفر الحجاج جمعا كثيرا وأمده بدر بن حسنويه بجيش كثير فسار فحصر بغداد وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نازلا على قلج حامي طريق خراسان وكان قلج مباينا لعميد الجيوش فتوفي قلج فجعل عميد الجيوش على حماية الطريق أبا الفتح بن عناز مكانه وكان عدوا لبدر فحقد ذلك بدر فاستدعى بدر أبا جعفر الحجاج وجمع له جمعا كثيرا وسيرهم إلى بغداد وكان علي بن مزيد الأسدي قد عاد من عند بهاء الدولة بخوزستان مغضبا فاجتمع معهم فزادوا على عشرة آلاف فنزلوا على فرسخ من بغداد وأقاموا شهرا وكان عميد الجيوش عند بهاء الدولة لقتال أبي العباس بن واصل كما مر وببغداد أبو الفتح بن عناز فحفظوا البلد وأتاهم خبر انهزام أبي العباس وقوة بهاء الدولة ففت ذلك في أعضادهم فتفرقوا وراسل أبو جعفر في اصلاح حاله مع بهاء الدولة فأجيب فحضر عنده بتستر فلم يلتفت اليه لئلا يستوحش عميد الجيوش اه فتراه كيف اعرض عن أبي جعفر مع مكانته لئلا يستوحش عميد الجيوش وهذا يدل على مكانة عميد الجيوش من بهاء الدولة وشدة افتقاره اليه.


[1] هذا يدل على أنه اسمه الحسن لا الحسين.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست