responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 347

أسلوب آخر غير هذا الأسلوب. ومن استشهاده بالأمور الدينية في غزله ومجونه قوله:
كسر الجرة عمدا * وسقى الترب شرابا قلت والاسلام ديني * ليتني كنت ترابا وقوله:
اشرب وعق الوالدين * ولا تبقي من آثامه وإذا حججت أحجج على * ظهر الغلام أو الغلامه فالنار في شغل بمن * حجب الوصي عن الإمامة سادسا تفننه في وصف الخمر فقد تفنن في ذلك بما لم يتهيأ في غيره وأكثر منه كما ستعرف عند ذكر نموذج من خمرياته.
سابعا اكثاره من غزل المذكر الذي لم تكن تعرفه العرب.
ثامنا تعاجمه في شعره قال ابن منظور كان قبل ان ينتمي لليمن ويدعي النزارية يتعاجم في شعره انتهى وانا أظن أن تعاجمه هذا من جملة تفننه في الشعر لا ميلا إلى العجم فمن ذلك قوله:
فاسقنيها وغن صوتا * لك الخير أعجما ليس في نعت دمنة * لا ولا جزر اشاما وقوله: تدار علينا الراح الأبيات وقوله:
تراث أبي ساسان كسرى ولم تكن * مواريث ما أبقت تميم ولا بكر الأوقات التي كان ينظم فيها أبو نواس الشعر قال ابن منظور: كان أبو نواس يقول لا أكاد أقول شعرا جيدا حتى تكون نفسي طيبة وأكون في بستان مونق وعلى حال ارتضيها من صلة أوصل بها أو وعد بصلة وقد قلت وانا على غير هذه الحال أشعارا لا ارضاها.
تهذيبه شعره واسقاط ما لا يرضاه قال ابن منظور: كان أبو نواس يعمل القصيدة ثم يتركها أياما ثم يعرضها على نفسه فيسقط كثيرا منها ويترك صافيها ولا يسره كل ما يقذف به خاطره. ولم يكن في الشعر بالبطئ ولا بالسريع بل كان في منزلة وسطى.
رأيه في شعر نفسه قال ابن منظور قال سليمان بن أبي سهل قلت لأبي نواس ما الذي أستجيد من أجناس شعرك فقال أشعاري في الخمر لم يقل مثلها وأشعاري في الغزل فوق أشعار الناس وهما أجود شعري ان لم يزاحم غزلي ما قلته في الطرد. وقال ابن منظور أيضا قال أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد سئل أبو نواس عن شعره فقال إذا أردت ان أجد قلت مثل قصيدي:
أيها المنتاب عن عفره * لست من ليلي ولا سمره وإذا أردت العبث قلت مثل قصيدي:
طاب الهوى لعميده * لولا اعتراض صدوده فاما الذي انا فيه وحدي وكله جد فإذا وصفت الخمر. وقال ابن منظور أيضا كان أبو نواس يقول لو أن شعرا يملأ الفم ما تقدمني أحد.
رأيه في الشعراء ورأي بعضهم فيه في معاهد التنصيص: كان أبو نواس يعجبه شعر النابغة ويفضله على زهير تفضيلا شديدا ثم يقول الأعشى ليس مثلهما وكان يتعصب لجرير على الفرزدق ويقول هو أشعر ويأتم ببشار ويقول غزير الشعر كثير الافتنان ويقول أدمنت قراءة شعر الكميت فوجدت قشعريرة ثم قرأت شعر الخزيمي فتشققت علي حمى مبردة ثم قال يوما شعري أشبه بشعر جرير فقيل له فما تقول في الأخطل قال امامي فقيل الفرزدق قال ذاك الأب الأكبر انتهى. واجتمع أبو نواس مع العباس بن الأحنف في مجلس فقام العباس في حاجة فسئل أبو نواس عن رأيه فيه وفي شعره فقال لهو ارق من الوهم وانفذ من الفهم وأمضى من السهم ثم عاد العباس وقام أبو نواس لحاجة فسئل العباس عن رأيه فيه وفي شعره فقال إنه لأقر للعين من وصل بعد هجر ووفاء بعد غدر وانجاز وعد بعد ياس إلى أن قال وانصرف العباس وبقي أبو نواس فسئل عن العتابي والعباس فقال العتابي يتكلف والعباس يتدفف طبعا وكلام هذا سهل عذب وكلام ذاك متدفق كز وفي شعر هذا ماء ورقة وحلاوة وفي شعر ذاك جساوة وفضاضة.
رأيه في العلماء قال ابن خلكان في ترجمة أبي عبيدة معمر بن المثنى: كان أبو نواس يتعلم من أبي عبيدة ويصفه ويشنا ويسب الأصمعي ويهجوه فقيل له ما تقول في الأصمعي قال بلبل في قفص قيل له فما تقول في خلف الأحمر فقال جمع علوم الناس وفهمها قيل فما تقول في أبي عبيدة فقال ذاك أديم طوي على علم وذكر نحوه ابن منظور.
حسد الشعراء له قال ابن منظور قال محمد بن عمر لم يكن شاعر في عصر أبي نواس الا وهو يحسده لميل الناس اليه وشهوتهم لمعاشرته وبعد صيته وظرف لسانه انتهى وكفى بذلك دليلا على تقدمه في الشعر.
تشيعه قد عرفت ان ابن شهرآشوب في المعالم عده من شعراء أهل البيت المقتصدين من أصحاب الأئمة ع وقال محمد بن مكرم المعروف بابن منظور الأنصاري صاحب لسان العرب في كتابه اخبار أبي نواس ما لفظه: ومن خلال أبي نواس المأثورة انه كان يميل مع أهل البيت سرا لا يجسر على المجاهرة به وقد قيل له في اعراضه عن مدحهم لقد ذكرت كل معنى في شعرك وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك الا اعظاما له وليس قدر مثلي ان يقول في مثله وانشد:
انا لا أستطيع مدح * امام كان جبريل خادما لأبيه ومر عند ذكر أقوال العلماء فيه قول المرزباني اما في مذهبه فكان شيعيا إماميا حسن العقيدة وهو القائل في علي بن موسى الرضا ع وقد عوتب في ترك مدحه: قيل لي أنت أشعر الناس طرا الأبيات الثلاثة المتقدمة


[1] مر نسبته هذا الكلام إلى العباسي في أبي نواس سهوا والامر بالعكس.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست