responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 345

وإذا نعت الشئ متبعا * لم تخل عن خطا وعن وهم وقال كما في الديوان ويظهر من البيت الأخير والذي قبله ان الخليفة نهاه عن ذكر الخمر في شعره وحمله على وصف الاطلال والدمن:
أعر شعرك الاطلال والدمن القفرا * فقد طالما ازرى به نعتك الخمرا دعاني إلى وصف الطلول مسلط * يضيق ذراعا ان أجوز له امرا فسمعا أمير المؤمنين وطاعة * وان كنت قد جشمتني مركبا وعرا ومن شعره الذي اتبع فيه طريقة غيره في بكاء الاطلال ووصف الديار والقفار وهو قليل في شعره قوله:
لمن طلل عاري المحل دفين * عفا عهده الا خوالد جون كما اقتربت عند المبيت حمائم * غريبات تمشي ما لهن وكون ديار التي اما جني شفاهها * فيحلو واما مسها فيلين وما أنصفت ماء الشحوب فظاهر * بوجهي واما وجهها فمصون ودوية للريح بين فروجها * فنون لغات مشكل ومبين رميت بها العيدي حتى تحجلت * نواظر فيها وانطوين بطون وقوله:
قف بربع الظاعنينا * وابك ان كنت حزينا واسال الدار متى * فارقت الدار القطينا قد سألناها وتأبى * ان تجيب السائلينا ثانيا انه اتى في شعره بألفاظ العلماء وأهل الفنون وعبارات الحكماء والمنجمين والفلاسفة وأصحاب الطبائع فمن شعره الذي استعمل فيه عبارات فلسفية حكمية فيها ألفاظ علمية قوله:
حتى بدت حركاتي * مخلوقة من سكون قال ابن منظور قال النظام لما سمعت هذه الأبيات نبهتني لشئ كنت غافلا عنه حتى وضعت كتابا في الحركة والسكون وعن الجاحظ في البيان والتبيان أنه قال قد تحسن ألفاظ المتكلمين في مثل شعر أبي نواس:
وذات خد مورد * قوهية فضية المتجرد تأمل العين منها * محاسنا ليس تنفد فبعضها قد تناهى * وبعضها يتولد والحسن في كل عضو * منها معاد مردد فان النفاد والتناهي والتولد ومعاد ومردد هي من ألفاظ العلماء والعبارات التي فيها هي عبارات الفلاسفة والحكماء وقال ابن منظور: يدل على معرفته بالكلام أشياء من شعره منها قوله وذكر الأبيات الأربعة قال ومنها قوله:
يا عاقد القلب عني * هلا تذكرت حلا تركت مني قليلا * من القليل اقلا يكاد لا يتجزى * أقل في اللفظ من لا أقول فهذه العبارات عبارات الفلاسفة والتجزي من كلماتهم وقال ابن منظور أيضا حدث بعض آل نوبخت قال جاء النظام يوما فسألنا عن منزل أبي نواس فقلنا له انه يسكن تلك الغرفة فاستأذن عليه وقال له أنشدني قولك: تركت مني قليلا والبيت الذي بعده فأنشده فقال له النظام أنت أشعر الناس في هذا المعنى، والجزء الذي لا يتجزأ منذ دهرنا الأطول نخوض فيه ما خرج لنا فيه من القول ما جمعته أنت فيه في بيت واحد قال ومنها قوله في امرأة اسمها حسن:
ان اسم حسن لوجهها صفة * ولا أرى ذا في غيرها اجتمعا فهي إذا سميت فقد وصفت * فيجمع الاسم معنيين معا أقول لعله إشارة إلى مسالة كلامية وهي ان الصفة هل هي عين الموصوف أو غيره قال ومنها قوله فيما يتعلق بالحكمة:
قل لزهير إذا حدا وشدا * اقلل أو أكثر فأنت مهذار سخنت من شدة البرودة حتى * صرت عندي كأنك النار لا يعجب السامعون من صفتي * كذلك الثلج بارد حار قال هذا شئ اخذه أبو نواس من مذهب حكماء الهند فإنهم يقولون إن الشئ إذا أفرط في البرودة انقلب حارا وقالوا ان الصندل يحك منه اليسير فيبرد فإذا أكثر منه سخن ومن استعماله ألفاظ المنجمين قوله:
ألم تر الشمس حلت الحملا * وقام وزن الزمان فاعتدلا وغنت الطير بعد عجمتها * واستوفت الخمر حولها كملا والشمس تنتقل إلى برج الحمل في أول فصل الربيع في الثامن من آذار ويستوي حينئذ الليل والنهار ويعتدل الهواء وتغرد الأطيار بعد سكوتها في فصل الشتاء واستكمال الخمر حولها لأنها عصرت في ذلك الوقت من تمر أو زبيب صدفة لا لأن ذلك وقت عصرها وقوله من قصيدة:
مضى أيلول وارتفع الحرور * وأخبت نارها الشعرى العبور ومن استعماله ألفاظ المنجمين قوله:
كأنها الشمس إذا صفقت * وبينها الكبش أو الحوت ومن استعماله ألفاظ الفلاسفة والحكماء قوله:
فاتتك في صور تداخلها البلى * فأزالهن وأثبت الأشباحا فان الصور والأشباح من ألفاظهم ومن استعماله ألفاظهم أيضا قوله:
حتى إذا امرها تلاشى * وخلص السر والنجار آلت إلى جوهر لطيف * عيان موجوده ضمار فان التلاشي و الجوهر اللطيف من ألفاظهم. وذكر في شعره القضاء والقدر فقال:
فوا حرباه من عيني * بلذتها جنت ضرري فان عاتبتها عنه * أحالتني على القدر فتخمصني فاسكت لا * احير القول كالحجر وقوله في صفة الخمر:
لم تقم في الوهم الا * كذبت عين اليقين فمتى تدرك ما لا * يتحرى بالعيون ومن تشبيهاته البديعة في الخمر:
وندمان سقيت الراح صرفا * وستر الليل منسدل السجوف صفت وصغت زجاجتها عليها * كمعنى دق في ذهن لطيف

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست