responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 340

اخذه انتهى فوصفه بالقدرة التامة على النظم في جميع حالاته وكأنه أراد بالأخير ما في كلامه من المجون وذكر الخمر. وشهد له الأصمعي وله في نقد الشعر معرفة جيدة ومكانة سامية بأنه أشعر أهل زمانه. في تاريخ دمشق قال الأصمعي قال لي الفضل بن الربيع من أشعر أهل زمانك يا أصمعي فقلت أبو نواس حيث يقول:
أما ترى الشمس حلت الحملا * وقام وزن الزمان فاعتدلا ومر قول الأصمعي انه لا يروي لاحد من أهل زمانه ما يرويه له وما ذلك الا لاعجابه بشعره وتقديمه له على جميع أهل زمانه وقال ابن منظور:
كان الأصمعي يقول يعجبني من شعر الشاطر بيت واحد قد أجاد قالته وهو:
ضعيفة كر الطرف تحسب انها * قريبة عهد بالإفاقة من سقم واني لآتي الأمر من حيث يتقى * ويعلم سهمي حين انزع من ارمي هكذا في النسخة مع أنهما بيتان. وممن شهد له بأنه أشعر الناس أو من أشعر الناس ابن منظور قال بعضهم كانت عند ابن الاعرابي محمد بن زياد صحيفة لا تفارق كمه فدخل المتهيا وترك صحيفته تلك في مجلسه فنظرنا فيها فإذا فيها كثير من شعر أبي نواس في الخمر وقد كنا إذا ذكرنا أبا نواس بحضرته استخف به فأعدنا عليه ذكره وعرف في وجوهنا وقوفنا على ما في الصحيفة فقال أوقد قرأتم الصحيفة قلنا اجل وعجبنا من ازدرائك بأبي نواس مع تدوينك شعره فقال إنه من أشعر الناس وما يمنعنا من رواية شعره الا تبذله وسخفه فكتبنا ما في الصحيفة لامرين أحدهما ان نكون راوية ابن الاعرابي والاخر لعلمنا ان ذلك من جيد شعره لأنه اختيار ابن الاعرابي لنفسه وقال ابن منظور أيضا قال ابن الاعرابي يوما لجلسائه ما أشعر ما قال أبو نواس في الخمر فقال بعضهم قوله:
إذا عب فيها شارب القوم خلته * يقبل في داج من الليل كوكبا وقال آخر بل قوله:
كان كبرى وصغرى من فواقعها * حصباء در على ارض من الذهب وقال آخر بل قوله:
فكان الكؤوس فينا نجوم * دائرات بروجها أيدينا وقال آخر بل قوله:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها * لو مسها حجر مسته سراء فقال ابن الاعرابي ان هذا كله لشاعر انفرد بالاحسان فيه وتقدم من سبقه ومن تأخر عنه ولكن أشعر من هذا كله في قوله:
لا ينزل الليل حيث حلت * فدهر شرابها نهار وفي تاريخ دمشق قال ابن الاعرابي أبو نواس أشعر الناس في قوله:
تغطيت من دهري بظل جناحه * فعيني ترى دهري وليس يراني فلو تسال الأيام ما اسمي لما درت * وأين مكاني ما عرفن مكاني وقال إنه ختم بشعره فما روى لشاعر بعده وما ذاك الا لأنه لا يرى لشاعر بعده ما يراه له. في معاهد التنصيص قال ابن الاعرابي قد ختمت بشعر أبي نواس فما رويت لشاعر بعده. وممن شهد له بأنه أشعر الناس من المحدثين وانه لو قسم احسانه على جميع الناس لوسعهم وانه أشعر من مسلم بن الوليد: البحتري. وحسبك بهذه الشهادة من مثل البحتري ففي معاهد التنصيص قال أبو الغيث بن البحتري سالت أبي لما حضرته الوفاة من أشعر الناس فقال أعن المتقدمين تسال أم عن المحدثين فقلت عن المحدثين فقال يا بني لو قسم احسان أبي نواس على جميع الناس لوسعهم الخبر وهذا دليل على شدة اهتمام أهل ذلك العصر بالشعر فابن البحتري لم يجد عند وفاة أبيه أهم من أن يسأله عن أشعر الناس. وقال جامع ديوان أبي نواس: حكى ابن الرومي قال حضرت مع البحتري منزل عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وقد سئل البحتري عن أبي نواس ومسلم أيهما أشعر فقال أبو نواس أشعر فقال عبيد الله ان أبا العباس ثعلبا ليس يطابقك على قولك ويفضل مسلما فقال البحتري ليس هذا من عمل ثعلب ودويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله انما يعلم ذلك من قد وقع في مسلك طرق الشعر إلى مضايقه وانتهى إلى ضروراته فقال له عبيد الله وريت بك زنادي يا أبا عبادة فلقد شفيت من برحائي وقد وافق حكمك في أبي نواس حكم أخيك بشار في جرير والفرزدق فان دعبلا حدثني عن أبي نواس عن والبة بن الحباب انه حضر بشارا وقد سئل عن جرير والفرزدق فقال جرير أشعرهما لأنه يشتد متى شاء ويلين إذا شاء والفرزدق يشتد ابدا قيل له فان يونس وأبا عبيدة يفضلان الفرزدق فقال ليس ذا من أعمل أولئك القوم انما يعرف الشعر من يضطر إلى أن يقول مثله وان في الشعر ضروبا لم يحسنها الفرزدق انتهى وشهد له ابن الجراح بأنه من أجود الناس بديهة وارقهم حاشية وبالقدرة التامة على الشعر في كل حين. وشهد له المبرد بأنه أحذق المحدثين في الشعر روى جامع ديوانه بسنده عن المبرد أنه قال ما تعاطى قول الشعر أحد من المحدثين أحذق من أبي نواس فإنه شبب ومدح في أربعة ابيات فقال:
تقول غداة البين احدى نسائهم * لي الكبد الحرى فسر ولك الصبر وقد خنقتها عبرة فلدمعها * على خدها خد وفي نحرها نحر وقالت إلى العباس قلت فمن إذا * وما لي عن العباس معدى ولا قصر فهل يكلفن الا براحته الندى * وهل يزهون الا بأوصافه الشكر قال فقوله على خدها خد من بديع القول الذي لم يسبق إلى مثله.
وفي خاص الخاص للثعالبي: قال هارون بن علي بن يحيى المنجم اجمع أهل العلم بالشعر على أن أجود بيت للمحدثين في المدح قول أبي نواس:
وكلت بالدهر عينا غير غافلة * بجود كفك تاسو كلما جرحا وقال غيره بل قوله:
أنت على ما بك من قدرة * فلست مثل الفضل بالواجد ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد قال ومما يجمع الظرف والاعجاب والاطراب قوله:
أربعة مذهبة * لكل هم وحزن تحيا بها عين وروح * وفؤاد وبدن الماء والبستان والقهوة * والوجه الحسن وفضله جامع ديوانه في مقدمته على من قبله ومن في عصره ومن بعده فقال: ان هذا الرجل مع افتتانه في تعاطي القريض وتأتيه بحسن القول في

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست