responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 339

وأخرى بأنه شيخ الشعراء وثالثة بأنه أشعر الناس في زمانه. في تاريخ بغداد مسندا انه اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال أيكم القائل:
فلما تحساها وقفنا كأننا * نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا قالوا أبو نواس قال فالقائل:
إذا نزلت دون اللهاة من الفتى * دعا همه في صدره برحيل قالوا أبو نواس قال فالقائل:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم قالوا أبو نواس قال هو أشعركم إذا. وقال البيهقي في المحاسن والمساوئ انشد أبو عبد الله الأسواري المأمون أبياتا أولها:
ثجاج مزن شج كأس رحيق * ريق المهفهف فيه أعذب ريق فقال المأمون أحسنت ويحك فمن صاحب هذه الأبيات قلت فلان يا أمير المؤمنين فقال أشعر والله منه في هذا المعنى شيخ الشعراء أبو نواس حيث يقول:
كفي فلست لعاذل بمطيق * بلغ الهوى بي غاية التحقيق قطع الهوى فرط الشباب بباطل * أيدي الزمان وألسن التصديق وجداول موصولة بجداول * من صوب غادية ولمع بروق تكسو مدامعه الدرياض عرائسا * من نرجس متكاثف وشقيق باكرتها قبل الصباح بسحرة * قبل ابتكار مجرة العيوق من كف أحور ذي عذار اخضر * يسبي القلوب بقده الممشوق فكان ما في الكاس من إبريقه * نار تسلل من فم الإبريق وتضوع مسكا في الزجاجة أذفرا * ذوب الشباب معصفرا بخلوق قمر عليه من البدائع حلة * يسقيك كأس هوى وكأس رحيق ما طاب عيش فتى يطيب بغيرها * لا سيما ان شجها بالريق يغنيك عن ورد الرياض وزهرها * منه تورد خده المعشوق وفي الكتاب المذكور عن أحمد بن القاسم قال كنت انا وعبد الله بن طاهر عند المأمون فقال لعبد الله يا أبا العباس من أشعر الناس في زماننا فقال أمير المؤمنين اعرف بهذا قال قل على كل حال قال الذي يقول:
أيا قبر معن كنت أول حفرة * من الأرض خطت للمكارم مضجعا قال احمد فقلت أشعرهم الذي يقول:
اشبهت أعدائي فصرت أحبهم * إذ كان حظي منك حظي منهم فقال المأمون أين أنتما عن قول أبي نواس:
يا شقيق النفس من حكم * نمت عن ليلي ولم أنم وحكى ابن خلكان وغيره ان المأمون قال لو وصفت الدنيا نفسها لما وصفتها بمثل قول أبي نواس: إذا امتحن الدنيا لبيب البيت المتقدم. وفي تاريخ دمشق قال المأمون: بيتان من الشعر ما سبق قائلهما أحد ولا يلحقهما أحد قول أبي نواس إذا امتحن الدنيا البيت السابق وقول شريح:
تهون على الدنيا الملامة انه * حريص على استخلاصها من يلومها وقد جعله المأمون أشعر الشعراء في نعت الخمر. في معاهد التنصيص قال ابن الاعرابي بعث إلي المأمون فسألني عن أشعر الشعراء في نعت الخمر فأنشدته للأعشى ثم للأخطل فلم يحفل بشئ مما أنشدته ثم قال يا محمد بن زياد أشعر الناس في نعتها الذي يقول:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم فعلت في اللب إذ مزجت * مثل فعل النار في الظلم فاهتدى ساري الظلام بها * كاهتداء السفر بالعلم وقرنه أبو تمام ببشار والسيد وقال إنهم أشعر الناس بعد الطبقة الأولى في تاريخ دمشق قال أبو تمام أشعر الناس وأسهبهم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى بشار والسيد وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم انتهى وقال فيه أبو تمام انه اقدم معه من العراق أربعة ابيات لأبي نواس هي أحب اليه من المال. في تاريخ دمشق: لما قدم أبو تمام من العراق قيل له ما أقدمت في سفرتك هذه قال أربعمائة ألف درهم وأربعة ابيات شعر هي أحب إلي من المال ثم أنشدها وهي لأبي نواس : اني وما جمعت من صفد * وحويت من سبد ومن لبد همم تصرفت الخطوب بها * فنزعن من بلد إلى بلد يا ويح من حسمت قناعته * سبب المطامع من غد فغد لو لم يكن لله متهما * لم يمس محتاجا إلى أحد وزعم ابن خلكان ان أبا تمام حسده على قصيدته الميمية التي مدح بها الأمين وأولها:
يا دار ما صنعت بك الأيام * لم يبق فيك بشاشة تستام فوازنها أبو تمام بقصيدته التي أولها:
دمن ألم بها فقال سلام * كم حل عقدة صبره الالمام وحلف أبو تمام ان يحفظ شعر مسلم بن الوليد وأبي نواس فبقي شهرين حتى حفظ شعرهما. هذا هو المعقول من ندين أبي تمام اما ما في الأغاني عن أحمد بن سعيد الجزيري ان أبا تمام حلف ان لا يصلي حتى يحفظ شعر مسلم بن الوليد وأبي نواس فمكث شهرين كذلك حتى حفظ شعرهما قال ودخلت عليه فرأيت شعرهما بين يديه فقلت له ما هذا فقال اللات والعزى وانا أعبدهما من دون الله انتهى فمكذوب عليه أو وقع فيه اشتباه من الراوي بان يكون قال له هما اللات والعزى إشارة إلى عكوفه على حفظهما فظن الراوي تركه الصلاة ويؤيده ما ذكره ابن منظور قال سئل حبيب بن أوس عن شعر أبي نواس كيف هو عنده فقال أبو نواس ومسلم بن الوليد اللات والعزى وانا أعبدهما انتهى وقال فيه أبو حاتم السجستاني كما في مرآة الجنان وغيره كانت المعاني مدفونة حتى اثارها أبو نواس ولولا أن العامة استبذلت هذين البيتين لكتبتهما بماء الذهب وهما لأبي نواس:
ولو اني استزدتك فوق ما بي * من البلوى لاعوزك المزيد ولو عرضت على الموتى حياة * بعيش مثل عيشي لم يريدوا وفي الشذرات عن أبي حاتم لو كتبتهما بالذهب لما كثر وفي معاهد التنصيص قال ابن دريد سألت أبا حاتم عن أبي نواس فقال إن جد حسن وان هزل ظرف وان وصف بالغ يلقي الكلام على عواهنه لا يبالي من حيث

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 5  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست