responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 266

فلأبكينك ما تخطاني الردى * بدم إذا نفدت عليك الأدمع عجبا لقبرك كيف ضم ضريحه * جبلا يضيق به الفضاء الأوسع خلفت ربع العلم بعدك موحشا * ينعى وفي الجنات ربعك ممرع ان يدفنوك فان ذكرك لم يزل * بين البرية نشره يتضوع أيلين لي من بعد فقدك مضجع * انى وفي بطن الثرى لك مضجع العين عين بعد فقدك قد غدت * والله يعلم ما تجن الأضلع أين اللسان العضب شهد لفظه * وعلى الأعادي منه سم منقع والراحة البيضاء تهطل بالندى * حينا وحينا بالمنية تهمع هجعت بفقدك أعين سهدتها * وتسهدت أخرى فليست تهجع لا يشمت الأعداء موتك فالردى * كأس بها كل البرية تكرع وليرق دمع المجد ان بناءه * سامي الدعائم بالحسين ممنع مولى عليه من الآله مهابة * أمست لها الأعناق طرا تخضع جبل تزل العصم عن جنباته * والطير دون مدى ذراه وقع أخلاقه زهر الربيع وعزمه * ماضي الشبا كالسيف بل هو اقطع وله مآثر كالنجوم زواهر * أنوارها لماعة تتشعشع وأنامل يحيي البلاد نوالها * تهمي إذا بخل السحاب وتهمع والجود طبع فيه ليس بزائل * عمر الزمان وفي سواه تطبع من معشر خير الأصول أصولهم * وهم على تلك الأصول تفرعوا فالمصطفى جد وفاطم أمهم * وأبوهم البطل البطين الأنزع نسب أغر كأنما شمس الضحى * من جانبيه على البرية تطلع نهنه فديتك عن أعز حشاشة * لصدوعها قلب الكمال مصدع وابغ الثواب بما أصابك واحتسب * فالله نعم المرتجى والمزع لا تحزنن على الجواد فإنه * جذلان في جنات عدن يرتع للحور معتنق وللولدان * مخدوم وبالنعم الجسام ممتع حيا الحيا رمسا تضمن جسمه * رمس به جسم المكارم مودع السيد جواد ابن السيد حسين ابن السيد حيدر ابن السيد مرتضى بن محمد ابن حيدر بن محمد بن مرتضى بن حيدر بن علي بن حيدر بن محمد بن يوسف بن محمد بن قاسم الحسيني العاملي العيثاوي ينتهي نسبه الشريف إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام ولد سنة 1266 في قرية عيثا الزط الواقعة جنوبي تبنين على مقربة منها وتوفي 2 أو 4 جمادي الأولى سنة 1341 في القرية المذكورة ودفن فيها.
كان عالما فاضلا تقيا نقيا حسن الأخلاق طيب النفس سليم الصدر شاعرا أديبا. تعلم القرآن الكريم والكتابة على والده بعدما بلغ السبع ثم تعلم النحو والصرف على الشيخ موسى ابن الشيخ حسن مروة في قرية حداثا ثم انتقل إلى شقرا فقرأ على عمنا السيد عبد الله في العلوم العربية ثم إلى مجدل سلم فأكمل بها العلوم العربية وبعض المنطق على الشيخ مهدي شمس الدين ثم هاجر مع أخيه السيد حيدر إلى النجف الأشرف لطلب العلم حوالي سنة 1288. وهذا يعطينا صورة صادقة عما كان عليه أهل جبل عامل في تلك الأعصار من الاهتمام بالدين والعلم والمثابرة على تعليم أولادهم العلوم الدينية وتحملهم المشاق في ذلك فيعلمونهم القرآن الكريم والكتابة بأنفسهم بصورة شاقة وطريقة صعبة ثم يرسلونهم إلى بلاد الغربة في بلادهم مع عدم السعة وعدم توفر أسباب المعيشة ثم إلى بلد الغربة في البلاد النائية مع صعوبة المواصلات ويصبرون على فراقهم عشرات السنين فبقي في النجف مع أخيه نحو تسع سنين يقرأ فيها على علمائها يفيد ويستفيد ثم عاد إلى جبل عامل وبقي اخوه في النجف وذلك حوالي سنة 1297 فاجتمع عنده عدد وافر من الطلبة على العادة المألوفة في تلك الأعصار من كثرة طلاب العلوم الدينية واجتماعهم عند كل عالم يحضر من العراق فيجتمع اليه طلاب القرى القريبة منه فأقام في قرية عيثا الزط نحو أربع سنين وقرأت عليه النحو في أوائل طلبي للعلم وسني يومئذ 13 سنة فقرأت عليه شرح القطر لابن هشام وشرح ألفية ابن مالك لولده بدر الدين والمغني إلى مبحث أم إلى قول الشاعر:
انى جزوا عامرا سوءا بفعلهم * أم كيف يجزونني السوءى من الحسن أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به * رئمان انف إذا ما ضن باللبن ثم عاد إلى العراق حوالي سنة 1301 فأقام في النجف الأشرف نحو 9 سنين وقرأ على علمائها كالشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف التبريزي النجفي ولما هاجرنا إلى النجف الأشرف سنة 1308 كان هناك ثم عاد إلى جبل عامل سنة 1310 ونحن بالنجف وأقام في وطنه في المدرسة الحيدرية التي كان أنشأها اخوه السيد حيدر المتوفي سنة 1336 ثم سكن مدينة بعلبك بطلب من أهلها نحو 20 سنة وصار له عندهم قبول بما طبع عليه من مكارم الأخلاق وسلامة الصدر ودرس بها واستفاد من علمه جماعة استفاد منهم الناس واستفادت العامة من مواعظه وتعليمه وبني بمسعاه جامع النهر ومدرسة بالقرب منه ثم عاد إلى جبل عامل وبعد خروجه بمدة نشبت الحرب العامة الأولى بالتاريخ المتقدم ودفن إلى جنب أخيه رحمهما الله تعالى. وكان كثيرا ما ينشد في حث الطلاب على الجد والاجتهاد قول الشاعر:
تهوى ليلى وتنام الليل * لعمرك ذا طلب سمج وقول الآخر:
بقدر الجد تكتسب المعالي * ومن طلب العلى سهر الليالي ومن طلب العلوم بغير كد * فقد طلب المحال من المحال وانشد مرة في بعلبك لبعض المناسبات قول الشريف الرضي:
يا اخوة جربتهم فوجدتهم * من اخوة الأيام لا من اخوتي لو كنت اعلم أن آخر عهدكم * ملل وان حديثكم لم يثبت ما كنت ضيعت الوداد لديكم * وزرعته في موضع لم ينبت يا ضيعة الأمل الذي وجهته * طمعا إلى الأقوام بل يا ضيعتي مؤلفاته له من المؤلفات: [1] كتاب مفتاح الجنات في الحث على الصلوات صغير الحجم مطبوع نافع [2] كتاب شمس النهار في الرد على المنار [3] رسالة في جواز الجمع في الفرائض بدون سفر ولا مطر [4] رسالة في الأخلاق.
أشعاره من شعره قوله مفتخرا.
خطبت المعالي وهي بكر فنلتها * وما كل من رام المعالي ينالها خلوت بها والناس في رقدة الكرى * هجود ولم يطرق إليهم خيالها فكنت لها بعلا وكانت حليلة * ولا يخطب الحسناء الا رجالها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 4  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست