responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 3  صفحه : 493

أخبارها مع الشعراء في بعض الأخبار انها كانت تجالس الأجلة من قريش ويجتمع إليها الشعراء وهو باطل، وإنما كان الشعراء يجتمع على بابها فتخرج إليهم بعض جواريها وتسمع أقوالهم وتسمعهم أقوالها بواسطة جواريها وعلى لسانهن.
ففي تذكرة الخواص عن هشام بن محمد الكلبي. وفي الأغاني بسنده عن عمر بن شبه موقوفا عليه وفيه عن أبي الزناد وبين الروايات بعض التفاوت ونحن نأخذ ما نذكره من مجموعها: قال هشام اجتمع على باب سكينة بنت الحسين ع جماعة من الشعراء لتخاير بينهم وكانوا يرضون بحكمها لما يعرفون من أدبها وبصارتها بالشعر فأحسنت ضيافتهم وأكرمتهم وكان فيهم الفرزدق وجرير وكثير عزة وجميل ونصيب وفي رواية أبي الفرج انهم اجتمعوا في ضيافتها فمكثوا أياما ثم أذنت لهم فدخلوا عليها فقعدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم وقال هشام فنصبت بينها وبينهم ستارة وأذنت لهم فدخلوا عليها وكانت لها جارية قد روت الاشعار والاخبار وعلمتها الأدب فخرجت من عندها الجارية وفي رواية أبي الفرج ومعها قرطاس فقالت أيكم الفرزدق فقال ها أنذا فقالت أ لست القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره وزاد أبو الفرج:
فقلت ارفعوا الامراس لا يشعروا بنا * وأقبلت في اعجاز ليل أبادره أبادر بوابين قد وكلا بنا * وأحمر من ساج تبص مسامره فقال نعم فقالت فما الذي دعاك إلى إفشاء السر خذ هذه ألف دينار والحق باهلك هذه رواية هشام ونحوها رواية أبي الفرج وفي رواية أخرى لأبي الفرج عن أبي الزناد أن الفرزدق لما قال ها أنذا قالت أنت الذي تقول:
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي * وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها فان ألقها أو يجمع الدهر بيننا * ففيها شفاء النفس منها وداؤها قال نعم قالت قولك أحسن من منظرك وأنت القائل:
ودعنني بإشارة وتحية * وتركنني بين الديار قتيلا لم أستطع رد الجواب عليهم * عند الوداع وما شفين غليلا لو كنت أملكهم إذا لم يبرحوا * حتى أودع قلبي المخبولا قال نعم قالت أحسنت أحسن الله إليك وأنت القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره فقلت ارفعوا الأسباب لا يشعروا بنا * ووليت في اعجاز ليل أبادره أحاذر بوابين قد وكلا بها * وأحمر من ساج تبص مسامره فأصبحت في القوم القعود وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره قال نعم قالت سوأة لك أفشيت السر فضرب بيده على جبهته وقال نعم فسوأة لي ثم دخلت الجارية على مولاتها وخرجت وقالت أيكم جرير فقال ها أنذا قالت أنت القائل:
رزقنا به الصيد الغزير ولم نكن * كمن نبله محرومة وحبائله فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات حي بالعقيق نواصله قال نعم قالت أحسن الله إليك وأنت القائل:
كان عيون المجلتين تعرضت * وشمسا تجلى يوم دجن سحابها إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها * يطير إليها واعتراه عذابها قال نعم قالت أحسنت وأنت القائل:
سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * وقت الزيارة فارجعي بسلام لو كان عهدك كالذي حدثتني * لوصلت ذاك فكان غير لمام تجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام قال نعم قالت سوأة لك جعلتها صائدة القلوب حتى إذا أناخت ببابك جعلت دونها حجابا أ لا قلت:
طرقتك صائدة القلوب فمرحبا * نفسي فداؤك فادخلي بسلام قال نعم فسوأة لي قالت فخذ هذه الألف دينار والحق باهلك ودخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم كثير عزة فقال ها أنذا فقالت أنت القائل:
وأعجبني يا عز منك خلائق * خسان إذا عد الخلائق أربع دنوك حتى يطمع الصب في الصبا * وقطعك أسباب الصبا حين تقطع فوالله ما يدري كريم مطلته * أيشتد ان قاضاك أم يتضرع قال نعم قالت أعطاك الله مناك وأنت القائل:
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من اعراضنا ما استحلت فما انا بالداعي لعزة في الورى * ولا شامت ان نعل عزة زلت وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت قال نعم قالت أحسن الله إليك وفي رواية تذكرة الخواص انها قالت لكثير أنت القائل:
يقر بعيني ما يقر بعينها * وأحسن شئ ما به العين قرت قال نعم قالت أفسدت الحب بهذا التعريض خذه ألف دينار وانصرف. ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم نصيب فقال ها أنذا أنت القائل:
ولولا ان يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشأ الصغار الا يا ليتني قامرت عنها * وكان يحل للناس القمار فصارت في يدي وقمرت مالي * وذاك الربح لو علم التجار على الاعراض منها والنواني * فان وعدت فموعدها ضمار بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا قهرت فليس بها انتصار إذا ما الزل ضاعفن الحشايا * كفاها ان لا يلاث بها ازار ولو رأت الفراشة طار منها * مع الأرواح مستطار قال نعم قالت والله ان إحداهن لتقوم من نومتها فما تحسن ان تتوضأ لا حاجة لنا في شعرك. وفي رواية تذكرة الخواص انها قالت لنصيب أنت القائل:
من عاشقين تواعدا وتراسلا * حتى إذا نجم الثريا حلقا باتا بأنعم ليلة والذها * حتى إذا وضح الصباح تفرقا قال نعم قالت وهل في الحب تدان خذ هذه ألف دينار وانصرف ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم جميل قال ها أنذا قالت أنت القائل:
لقد ذرفت عيني وطال سفوحها * وأصبح من نفسي سقيما صحيحها الا ليتنا كنا جميعا وان نمت * يجاور في الموتى ضريحي ضريحها أظل نهاري مستهاما ويلتقي * مع الليل روحي في المنام وروحها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 3  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست