responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 562

فقلت: يعز علي أن يكون هذا الشعر في مدح غير سيف الدولة!
فقال: حذرناه وأنذرناه فما نفع، أ لست القائل فيه:
أخا الجود اعط الناس ما أنت مالك * ولا تعطين الناس ما أنا قائل فهو للذي أعطاني كافورا بسوء تدبيره وقلة تمييزه اه.
مشائخ المتنبي في روضات الجنات عن شرح ديوان المتنبي للخطيب التبريزي: أن المتنبي نشا وتأدب بالكوفة ولما اشتد ساعده هاجر إلى العلماء فلقي من أصحاب المبرد أبا إسحاق الزجاج وأبا بكر بن السراج وأبا الحسن الأخفش، ومن أصحاب ثعلب أبا موسى الحامض وأبا عمر الزاهد وأبا نصر، ومن أصحاب أبي سعيد السكري نفطويه وابن درستويه ثم لقي أبا بكر محمد بن دريد فقرأ عليه ولزمه ولقي بعده أكابر أصحابه منهم أبو علي الفارسي وأبو القاسم عمر بن سيف البغدادي وأبو عمران موسى اه.
ملحق ترجمة المتنبي بعد فراغنا منها وجدنا الدكتور طه حسين يقول إن المؤرخين لم يذكروا أمه واختلفوا في أبيه لجهالتهما وذكروا جدته أقول: يؤيده قول من ذمه:
دعي كندة كما مر ورأينا في خزانة الأدب بعض الزيادات، ونقل ترجمته من كتاب ايضاح المشكل لشعر المتنبي لأبي القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الأصفهاني معاصر ابن جني ألفه لبهاء الدولة بن بويه يوضح ما أخطأ فيه ابن جني من شرحه. قال: بدأت بذكر المتنبي ومنشئه ومغتربه وما دل عليه شعره من معتقده إلى مختتم امره ومقدمه على الملك نضر الله وجهه يعني عضد الدولة بشيراز وانصرافه عنه إلى أن قتل بين دير قنة والنعمانية: حدثني ابن النجار ببغداد ان مولد المتنبي بالكوفة في محلة تعرف بكندة بها ثلاثة آلاف من بين رواء ونساج واختلف إلى كتاب فيه أولاد أشراف الكوفة فكان يتعلم دروس العربية شعرا ولغة واعرابا، فنشأ في خير حاضرة وقال الشعر صبيا، ثم وقع إلى خير بادية وحصل في بيوت العرب فادعى الفضول الذي ينبز به وحبس فبقي يعتذر ويتبرأ مما وسم به في كلمته المعروفة، وهو في الجملة خبيث الاعتقاد. وكان في صغره وقع إلى واحد يكنى أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما ضل. وأما ما يدل عليه شعره فمتلون فقوله:
هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم مذهب السوفسطائية أقول هل هو الا مثل ما ورد الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا وقوله:
تمتع من سهاد أو رقاد * ولا تأمل كرى تحت الرجام فان لثالث الحالين معنى * سوى معنى انتباهك والمنام مذهب التناسخ أقول لا وجه له ومر قول ابن جني وما استظهرناه نحن. وقوله:
نحن بنو الدنيا فما بالنا * نعاف ما لا بد من شربه فهذه الأرواح من جوه * وهذه الأجسام من تربه مذهب الفضائية القائلين ان الله هو الفضاء ولا يمكن الجزم بذلك. وقوله في ابن العميد:
فان يكن المهدي من بان هدبه * فهذا والا فالهدى ذا فما المهدي مذهب الشيعة اي كان المهدي الموعود من ظهر هديه فهذا الممدوح هو المهدي والا فالممدوح هو الهدى كله فما المهدي الا هذا وقوله:
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم * الا على شجب والخلف في الشجب فقيل تخلد نفس المرء باقية * وقيل تشرك جسم المرء في العطب فهذا مذهب من يقول بالنفس الناطقة ويتشعب بعضه إلى قول الحشيشية فرقة من الباطنية كانوا يستولون بالحشيشة على حواس اتباعهم، أقول: لا يدل كلامه على أنه يقول بالنفس الناطقة وانما نقل القولين ببقائها وفنائها. قال: ثم جئنا إلى حديثه وتطوافه في أطراف الشام وبلاد العرب ومقاساته للضر وحقارة ما يوصل به حتى أنه اخبرني أبو الحسن الطرائفي ببغداد وكان لقي المتنبي في حال عسره ويسره انه قد مدح بدون العشرة والخمسة من الدراهم وأنشدني قوله مصداقا لحكايته:
أنصر بجودك ألفاظا تركت بها * في الشرق والغرب من عاداك مكبوتا فقد نظرتك حتى حان مرتحل * وذا الوداع فكن أهلا لما شيتا أقول وهذا تصديق ما مر من أن الذي رفع بضبعه ونشر صيته وأعلى قدره هو سيف الدولة فصار بعد ما كان يمدح كل أحد بدون العشرة والخمسة من الدراهم يأنف من مدح غير الملوك ومن مدح الوزير المهلبي ومن مدح الصاحب بن عباد الذي وعده بمشاطرة جميع ما يملكه فمن الذي رقاه إلى هذه المرتبة غير سيف الدولة ومن الذي عرف ابن العميد وعضد الدولة به غيره لما اشتهرت مدائحه فيه وعطاياه له فعرفه الناس بذلك.
قال: وأخبرني أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت المتنبي يقول: أول شعر قلته وابيضت أيامي بعده قولي:
انا لائمي ان كنت وقت اللوائم * علمت بما بي بين تلك المعالم فاني أعطيت بها بدمشق مائة دينار ثم اتصل بأبي العشائر ثم أهداه إلى سيف الدولة فلما سمع شعره حكم له بالفضل. وأخبرني أبو الفتح عثمان بن جني ان المتنبي أسقط من شعره الكثير وبقي ما تداوله الناس.
وأخبرني الحلبي انه قيل للمتنبي معنى بيتك هذا أخذته من قول الطائي فقال الشعر جادة وربما وقع حافر على حافر، وكان المتنبي يحفظ ديواني الطائيين ويستصحبهما في أسفاره ويجحدهما فلما قتل وقع ديوان البحتري إلى بعض من درس علي وذكر انه رأى خط المتنبي وتصحيحه فيه. وسمعت انه قيل للمتنبي قولك لكافور:
فارم بي حيثما أردت فاني * أسد القلب آدمي الرواء وفؤادي من الملوك وإن كان * لساني يرى من الشعراء ليس قول ممتدح ولا منتجع انما هو قول مضاد فقال إن هذه القلوب كما سمعت أحدها يقول:
يقر بعيني ان ارى قصد القنا * وصرعي رجال في وغى انا حاضره واحدها يقول:
يقر بعيني ان ارى من مكانها * ذري عقدات الأجرع المتقاود ودخل مع سيف الدولة بلاد الروم وتأصل حاله في جنبته بعد إن كان حويلة. وعن أبي الفتح وزير سيف الدولة انه رسم له باحصاء ما وصل به

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست