responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 541

وطعن غطاريف كان أكفهم * عرفن الردينات قبل المعاصم هم المحسنون الكر في حومة الوغى * وأحسن منه كرهم في المكارم وهم يحسنون العفو عن كل مذنب * ويحتملون الغرم عن كل غارم حييون الا انهم في نزالهم * أقل حياء من شفار الصوارم ولولا احتقار الأسد شبهتهم بها * ولكنها معدودة في البهائم وقوله في هذه القصيدة وذي لجب والبيتان بعده مما حلق به المتنبي.
وانفرد المتنبي في شعره بالمبالغات الكثيرة التي قلما يخلو منها بيت فضلا عن قصيدة والمبالغات في شعر الشعراء وإن كانت غير عزيزة حتى قيل الشعر اكذبه أعذبه إلا انها لا تصل إلى ما في شعر المتنبي.
وللمتنبي في التصرف في النظم لكل معنى يريده ما لا ينكر فمن تفننه قوله في عضد الدولة الذي جمع فيه الكنية واسم البلد والاسم واللقب:
أبو شجاع بفارس عضد الدولة * فناخسرو شهنشاها قلنا إن المتنبي جاء سابقا في جميع أنواع الشعر ونعيد القول بأنه إذا تغزل فاق وأتى بالمعاني الرقاق فهو يقول في تغزله:
حسان التثني ينقش الوشي مثله * إذا مسن في أجسامهن النواعم ويبسمن عن در تقلدن مثله * كان التراقي وشحت بالمباسم ويقول:
من الجاذر في زي الأعاريب * حمر الحلى والمطايا والجلابيب ان كنت تسأل شكا في معارفها * فمن بلاك بتسهيد وتعذيب ويقول:
ليس القباب على الركاب وانما * هن الحياة ترحلت بسلام ليت الذي خلق النوى جعل الحصى * لخفافهن مفاصلي وعظامي ويقول:
كم قتيل كما قتلت شهيد * لبياض الطلى وورد الخدود عمرك الله هل رأيت بدورا * طلعت في براقع وعقود راميات بأسهم ريشها الهدب * تشق القلوب قبل الجلود كل خمصانة أرق من الخمر * بقلب أقسى من الجلمود ذات فرع كأنما ضرب العنبر * فيه بماء ورد وعود حالك كالغداف جثل دجوجي * أثيث جعد بلا تجعيد تحمل المسك عن غدائرها * الريح وتفتر عن شنيب برود هذه مهجتي لديك لحيني * فانقصي من عذابها أو فزيدي شيب رأسي وذلتي ونحولي * ودموعي على هواك شهودي اي يوم سررتني بوصال * لم ترعني ثلاثة بصدود ويقول في حماسته:
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم ويقول في المديح:
ملك زهت بمكانه أيامه * حتى افتخرن به على الأيام وإذا سالت بنانه عن نيله * لم يرض بالدنيا قضاء ذمام ويقول:
ويستكبرون الدهر والدهر دونه * ويستعظمون الموت والموت خادمه ويقول في الملك الأسود:
وأمت بنا انسان عين زمانه * وخلت بياضا خلفها وماقيا ويقول في الهجاء:
رأيتكم لا يصون العرض جاركم * ولا يدر على مرعاكم اللبن ويقول في كافور:
اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود من علم الأسود اللابي مكرمة * أ قومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه في يد النخاس دامية * أم قدره وهو بالفلسين مردود ويقول في السامرائي:
صغرت عن المديح فقلت أهجى كأنك ما صغرت عن الهجاء ويقول في الذهبي:
لما نسبت فكنت ابنا لغير أب * ثم اختبرت فلم ترجع إلى أدب سميت بالذهبي اليوم تسمية * مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب وقوله في هجاء ضبة بن يزيد العتبي الذي كان سببا لقتله:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه والناس يعيبون عليه لفظ الطرطبة وينسبون هذه الأبيات إلى السخافة والركاكة لكن الهجاء يقبل مثل هذا اللفظ ولكل مقام مقال يقول فيها وهو أقل ما تضمنته من الاقذاع:
وما عليك من القتل * انما هي ضربه وما عليك من العار * ان أمك...
وما يشق على الكلب * ان يكون ابن كلبه وباقيها لا يليق ذكره ويقول في الرثاء:
ما كنت احسب قبل دفنك في الثرى * ان الكواكب في التراب تغور ما كنت آمل قبل نعشك ان ارى * رضوى على أيدي الرجال تسير حتى أتوا حدثا كان ضريحه * في قلب كل موحد محفور فيه السماحة والفصاحة والتقى * والباس أجمع والحجى والخير كفل الثناء له برد حياته * لما انطوى فكانه منشور ويقول في الزهد والمواعظ:
آلة العيش صحة وشباب * فإذا وليا عن المرء ولى أبدا تسترد ما تهب الدنيا * فيا ليت جودها كان بخلا وهي معشوقة على الغدر لا * تحفظ عهدا ولا تتمم وصلا كل دمع يسيل منها عليها * وبفك اليدين عنها تخلى شيم الغانيات فيها فما أدري * لذا أنت اسمها الناس أم لا ويقول في مثل ذلك:
نبكي على الدنيا وما من معشر * جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا أين الأكاسرة الجبابرة الألى * كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا من كل من ضاق الفضاء بجيشه * حتى ثوى فحواه لحد ضيق خرس إذا نودوا كان لم يعلموا * أن الكلام لهم حلال مطلق فالموت آت والنفوس نفائس * والمستعز بما لديه الأحمق والمرء يأمل والحياة شهية * والشيب أوقر والشبيبة أنزق ولقد بكيت على الشباب ولمتي * مسودة ولماء وجهي رونق

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست